ترجمة: عمر سعيد الأيوبي
الناشر: مشروع كلمة للترجمة؛ 2013
يقدّم هذا الكتاب رواية عن أساليب الاتصال الرسمية التي استُخدمت في الشرق الأدنى قبل ظهور الإسلام وصولاً إلى العصر المملوكي.
وقد أنشأ الحكام النظم البريدية لتوطيد سيطرتهم على الأراضي الواسعة الخاضعة لسلطانهم. وأتاحت هذه النظم التي ابتُكرت قبل قرون من اختراع المحرّكات البخارية أو السيارات، التداول السريع لمختلف السلع من الكتب والبشر إلى الفاكهة الدخيلة والثلج. وبما أن الكتب المنقولة تحتوي في الغالب على تقارير سرية من الولايات الخاضعة للحاكم، فقد أدّت النظم البريدية وظيفة مزدوجة باعتبارها شبكات للتجسّس تنقل الأخبار إلى السلطات المركزية بالسرعة الكافية التي تسمح بالردّ على الأحداث في الوقت المناسب.
ولا يسلّط الكتاب الضوء على دور تقنية الاتصالات في التاريخ الإسلامي فحسب، بل يتناول أيضاً كيف ساهمت الثقافة البدوية في بناء إمبراطوريات الشرق الأدنى.
«النظم البريدية في العالم الإسلامي قبل العصر الحديث» مساهمة قيّمة في موضوع لم يحظَ بدراسة منهجية عبر العصور أو بتحليل مقارن بين الإمبراطوريات المختلفة.
ومن ثم فإنه خطوة مهمة نحو فهم أوسع لمؤسّسة نشأت قبل العصر الحديث وأدّت دوراً مركزياً في ازدهار التجارة والكفاءة العسكرية في معظم الإمبراطوريات التي نشأت قبل العصر الحديث.