الناشر: دار الكتاب الجديد: بيروت 2013
الصفحات: 392 صفحة من القطع العادي
إن الأطروحة التي يدافع عنها هذا الكتاب هي أن القضايا والمباحث التأويلية التي تزخر بها علوم القرآن والآليات التي تتوسل بها في الفهم تجد امتدادها في الإشكالات التي تتناولها التأويليات المعاصرة بالبحث والدرس ويطّرد وصلها بها، وذلك من منطلق يقضي بأن التأويل ذاته هو أساساً استذكار متواصل لتقاليده الماضية واسترجاع متجدد لذاكرته.
وهكذا ينظر المؤلف إلى آليات علوم القرآن باعتبارها جزءاً من تراث تأويلي لم ينته إلى الانحسار كما يتوهم البعض، ولم يفقد مقومات استمراريته وإنتاجيته. إنه يدافع عن أن في تلكم العلوم، إن نحن وصلنا بلطف بينها وبين التأويليات المعاصرة، من القضايا والمكتسبات ما يمكن أن يشكل منطلقات غنية لتعميق عدد من الإشكالات التأويلية الراهنة وتوسيع أنظارنا إليها؛ فإشكالات من قبيل إيجاد نسق من الكليات التأويلية، أو من قبيل إقامة التأويل على منظومة من القيم والأخلاقيات هي بعض من الجوانب التي استرشد المؤلف في بحثها بالمواجهة الحوارية المتوازنة التي عقدها بين علوم القرآن والتأويليات المعاصرة؛ ومن ثم جاءت مختلف المحاور والإشكالات المتناولة في الكتاب مبنية على نهج حواري مفتوح لا يمثل فيه أي طرف أصلاً قارئاً لفرع مقروء، وإنما يمثلان معاً ما به يغتني التأويل في ذاته وتتوسع آفاقه ورهاناته.