أمام غرفة الطبيب بمستشفى حكومي كبير بالكاد تجر قدميها المتورمتين المثقلتين بحمل ما حوته خاصرتها المتكورة بجنين مكتمل ينتظر ساعة الصفر، ليطل على ذلك العالم المبهم حوله.
تنفرج أسارير وجهها بعد توتر كان يعصف بها عندما طمأنها الطبيب بثقة على نفسها وعلى جنينها، وعندما همّت بالخروج توقفت للحظات تخاطبه متسائلة ويدها على مقبض الباب: يعني دكتور السكر معي طبيعي بعد التحليل؟
انتفض وهو يقرأ ملفها: لحظة انتظري لازم تنويم أنت حالتك خطرة السكر مرتفع والجنين بخطر..!!
صدمة..!!
بعد أن وضعت طفلها بثلاثة أيام حان وقت خروجها لمنزلها بعد إذن الطبيب وقلبها يخفق بالفرح فهي ستعود لمنزلها بين أطفالها، قامت بجمع حاجياتها استعداداً لمرافقة زوجها برفقة طفلهما الجميل وعندما همّت بحمل طفلها سألت الممرضة بعفوية عن سبب الصفرة بعيني وليدها فصرخت بها: استني مدام ما في خروج هذا لازم غرفة عناية مركزة صفار كثير..!! حملته مسرعة فسقط قلبها بين قدميها كما سقط وليدها بلا عناية كافية، امتقع لونها وجف ريقها وهي تشير بيدها انتظريني.. أخذت تجري خلفها دون شعور بالألم وسيل من الدماء الساخنة ينحدر بين فخذيها وقدميها لرسم لوحة الفزع الكبرى قبل أن يتهاوى بقية الجسد المنهك وسط الصورة.