افتتح الدكتور سعد البازعي المشرف على ملتقى الثلاثاء الثقافي الذي عُقد يوم الثلاثاء 23-1-1435هـ في نادي الرياض الأدبي بتقديم الأستاذ خلف الثبيتي والتعريف بعنوان ورقته (تشكّل الجنوسة في رواية سباق المسافات الطويلة لعبد الرحمن منيف)، إذ شرع الباحث خلف الثبيتي بالحديث عن النقد النسوي الذي نهض بوظيفة مهمة، وهي مساءلة النصوص الأدبية التي تأثرت بهيمنة الرجل ليرى كيف تصور المرأة، ويكشف التحيز الذكوري ضدها. وأضاف أن مصطلح (الجنوسة) هي الترجمة الأكثر دقة لمصطلح Gender، ويعد التجلي الأكثر بروزاً للنسوية في النقد الأدبي. وفي تناوله للرواية أشار إلى أنها تدور في محورين الأول: علاقة الشرق بالغرب، والثاني علاقة الرجل بالمرأة.
وأشار إلى أن مسألة الجنوسة تعد مسألة مركزية في الرواية، فمن خلالها نستطيع أن نتبين كيف جرت أحداثها، فالذكورة في هذا العمل تتمثل في صورة الرجل الغربي المهيمن الذي ينظر لنفسه على أنه المركز، وغيره على أنه الآخر. أما الأنوثة فتتمثل في صورة المرأة التي تشكلها الثقافة الأبوية، فهي المرأة التي تكمن قوتها في جسدها الأنثوي.
وقد تلا ذلك عدد من المداخلات والتعليقات والأسئلة، فلقد تساءل محمد غازي حول مفارقة مطالبة المرأة بحقوقها في الوقت التي تُعد فيه مُجابة المطالب أسرياً؟ وقد علّق د. سعد البازعي على ذلك بقوله إن هذه مسألة اجتماعية وتحيد بالموضوع المطروح، إلا أن وجود قدرة وسلطة للمرأة في بعض المواضع لا يعني أنها في وضع مثالي تماماً.
وفي مداخلة مكتوبة لمنى العبدلي ذكرت أن حالة المرأة لا تختلف كمرموز سواء في العمل الروائي أو النقدي، فهي لدى الروائي رمز كل مهمش ضعيف، أما لدى الناقد فهي مبضع نفسي فرويدي يتسلح به لكشف هفوات النص وزلاته، وكلاهما يستدرج الآخر بوعي أو بغير وعي مرتكزاً على النظرة الذكورية الاستعلائية. وختمت بتساؤلات عدة عريضة مفتوحة: هل المرأة كمرموز في الأجناس الأدبية خاسرة دائماً؟ وهل النقد الأدبي يكرس هذه الصورة في ذهنية المتلقي من خلال استحضارها المستمر كنبض مهمش في تمثلاته داخل المجتمع الأبوي في التأويل والتحليل؟