اختفى العربُ..
أخلوا المكان..
والزمان..
لراقصة ترقصُ..
رقصة الغياب..
دون قيود..
أو احتشام مصطنع..
***
ترقصُ، تتمايلُ..
تمتدُ مسافة انتصارٍ..
وتتراجع مسافة انكسار..
تتراقص في كل مولد وموسم..
بإيقاع أو دون إيقاع..
مرة على عزف الرعد..
دون برق أو مطر..
ومرة على وقع القصف..
وإيقاع الثكالى..
وآهات الأطفال اليتم..
***
من نشوةِ الرقصِ..
تسيل الدماءُ..
تتمزق الأحشاء..
تتطاير الأطراف..
من كل الأحياء..
في كل الاتجاهات..
***
المنتفضة في ثورة الرقص..
أو وصلة الدم المراق..
تنتفض للدين..
أو للطائفة..
أو للعشيرة سواء..
تخرجُ عن سلطان النص..
أو سلطان القماش سواء..
تتعرى، تتلوى كالأفعى..
تفرض سلطانها..
دون وجلٍ أو حياء..
***
راقصة تجهلُ..
قواعد الكر والفر..
تخلط الفرح بالحزن والموتِ..
مللنا رقصتها المباحة رغم التعري..
وسئمنا رغيف الخبز..
يدفعُ ثمنه دماً أو شرفاً..
في مدن الشام وبادية العراق..
***
أليس من رقص..
تذوب فيه المتعة والإحساس..
دون سيوف أو دماء..
تغسلُ شوارع المدينة..
تروي حكايتنا للأسقفِ والحيطان..؟!
***
غُيب العرب عن المشهد..
أخلي المسرحُ العذري للغرباء..
من غجر أو عجم سواء..
تناوبوا الرقص..
فوق جثة الوطن وأشلاء الحياة..
***
ما كل رقصٍ يطربُ..
لكنهم تقاسموا الخبز..
وشوارع المدينة..
وبقايا أشلاء بلا هوية..
وبقايا وطن..
ضاع في نشوة الرقص والنسيان..
***
والآن تحاصرني..
آهات الأطفال..
شقائق النعمان..
شعارات الثوار..
جوع الفقراء..
رائحة رغيف الخبز..
والقهوة السمراء..
ولسع ذاكرة الغياب..
- عضو المجلس الوطني الفلسطيني pcommety@hotmail.com