الثقافية - عطية الخبراني
صرح الدكتور عبدالله الغذامي في حديث خص به «الثقافية» أن كتابه الجديد «الليبرالية الجديدة» يقوم على منهجية تشريح المصطلحات وما يتصنع منها من أنساق ثقافية, بمعنى الوقوف على الحالة التي يتحول فيها المصطلح والمفهوم إلى برامج سلوكية، فيحدث مثلا السلوك الاقتصادي والسلوك السياسي، منطلقا في البدء من تصور نظري فلسفي, ثم يأخذ بتعديل مساراته حسب قوانين السوق, وأقصد - والحديث للغذامي - هذه الكلمة تحديدا، فمفهوم السوق الحرة ارتبط عضويا مع مفهوم الليبرالية الجديدة، وهما ترابطان كانا مخبوءين في النظرية الليبرالية منذ نشوئها الأول، مما يعنى أن الليبرالية منذ نشأتها تخلت عن الفلسفة النظرية وصارت برنامجا سياسيا واقتصاديا وانسحب هذا على المصطلحات نفسها، خذ مثلا مصطلح السوق الحرة وهي مصطلح حول مفهوم الحرية, ليكون قيمة سوقية يحددها السوق ويقرر معانيها، وكذا ستجد معاني المساواة تخضع لتأويل براجماتي يغير دلالتها من دلالة فلسفية إلى معنى سياسي وثقافي مهجن, ويتغير تبعا للموقف المؤسساتي منه, ويضيف: ومن هنا جاءت محاولتي البحثية لكشف سيرة المصطلحات وتحولاتها، وهي قراءة نقدية تشريحية تقف على الأنساق وتحايلاتها الدقيقة والخطرة.
يذكر أن كتاب الدكتور الغذامي الجديد جاء بعنوان رئيسي «الليبرالية الجديدة» وعنوان فرعي «أسئلة في الحرية والتفاوضية الثقافية».
وقد صدر عن المركز الثقافي العربي، قبل أيام وسيكون ضمن المعروضات في المعرض الدولي للكتاب في الرياض المقام يوم الثلاثاء 23-4-1434 هـ (الخامس من مارس 2013 م) ويتشكل الكتاب من مقدمة وخمسة فصول، جاءت المقدمة بعنوان (العالم على كف شاشة) بعرض للحال الثقافية عالميا مع ثقافة الصورة، ثم توالت الفصول 1- ما بعد العولمة: تحولات المصطلح 2-السؤال الملون: الحرية أو الديموقراطية 3- نظرية العدالة - الوسطية 4- الليبرالية الموشومة 5- الإنسان (شبه الحر).
ويغطي الكتاب مباحث حول مفاهيم الحرية والعدالة والتعددية الثقافية والمساواة، مع عرض للنظريات مصحوب بقراءة للوقائع بأمثلة عالمية وعربية. وقد جاء على الغلاف الخلفي للكتاب النص التالي:
الإنسان ليس حراً
الإنسان ليس عبداً
الإنسان (شبه حر)
في كل بحث عن الحرية (نظرياً وبالشواهد الواقعية) سنظل نرى أن الإنسان لن يكون حراً ما لم يعش مع أحرار, أي أنك ستكون حراً بمقدار ما تعطي غيرك حريته.
ولو أصر كل واحد على حريته لما بقي حر واحد على وجه البسيطة (ويلسون), أو كما قال جون لاكريه: لقد تنازلنا عن حريات كثيرة لكي نكون أحراراً, وهذا يتفق مع مقولة برتراند راسل عن الحرية السلبية, أي أنك لن تكون حراً ما لم تعط غيرك حريته, وكلما حرمت غيرك تحولت إلى مستبد مع عبيد.