استعرضت سابقا في هذه الصفحة موقعا أجنبيا يقوم بطبع التغريدات الأدبية من شعر ونثر على الأكواب والقمصان وعلى لوحات مبروزة وغيرها من المنتجات التي يمكن تزيينها بكلمات إبداعية من إنتاج المغرّدين في تويتر. موقع آخر اتجه إلى الانستقراميين (موقع الانستقرام هو موقع يتيح لمستخدميه عرض صورهم الإبداعية) وهيئ لهم وسيلة لبيع صورهم الإبداعية بعد طباعتها على أي منتجٍ يرغبه المشترون بدءا من اللوحات حتى كروت التهنئة. هناك أيضا تجارة وتجارب سعودية شابة تقوم بمثل هذا العمل وتبيع القمصان واللوحات بعد تزيينها بطباعة احترافية بالصور أو الكلمات. مثل هذه التجارة الحديثة ستسهم في إنهاء المقولة المصرية الطريفة الصادقة في أحايين كثيرة «الأدب ما يوكلش عيش». أصبح الأديب أو الفنان الشاب قادرا على تسويق إبداعه مباشرة عبر هذه الوسائل، دون أن يقع تحت رحمة فسح منتجه والبحث عن ناشر أمين لا يتلاعب به وبمنتجه.
عندما يختلط الأدب مع لقمة العيش، ويتماهي مع هموم الناس وآمالهم وعواطفهم، سيصبح بالتأكيد مصدرا للقمة العيش نفسها، ويمكنه أن يصبح موردا مستقلا يضمن لصاحبه التفرغ لمشاريعه الأدبية، وتطويرها بالقراءة والدراسة، دون اللجوء إلى امتهان عمل لا يعشقه وإنما يمارسه وينشغل به عن إبداعه فقط ليعيش. هذه الأفكار الحديثة لتسويق الأدب والإبداع متى ما انتشرت فإنها ستزيد من إقبال الناس على الأدب وبالتالي ستزيد نسبة الأدباء والفنانين في المجتمع. وستضمن لنا مجتمعا يقدّر جمال الكلمات والصور والرسومات كما هي الحال في المجتمعات المتحضرة. غير أن هذه الأفكار بحاجة في بداياتها لدعم وزارة التجارة والممولين من رجال الأعمال لكي تصل خدماتها إلى مستوى من الجودة والتميز يضمن لها القبول والرضا بين أوساط الشباب، والمتلقّين الجدد للأعمال الإبداعية.
fmuneef@gmail.com