الناشر: دار العين 2013
تغوص الرواية في آليات الخوف والتفكك خلال نصف قرن، كما هي رواية عن مجتمع عاش بشكل متواز مع البطش والرغبات المقتولة، عبر سيرة عائلة اكتشفت أن كل أحلامها ماتت وتحولت إلى ركام، كما تحولت جثة الأم إلى خردة يجب التخلص منها ليستمر الآخرون في العيش.
«هي حكاية مدينة تمثّلها عائلة، يبدأ كل فصل من فصول الرواية الخمسة بالحديث عن موت الأم في هذه العائلة بعد أن هجرها الأب إلى أميركا مع معشوقة تكبره بثلاثين عاماً هرباً من اختناقه في حياته التي أصبحت مستحيلة في ظل «سطوة واستعباد حكم البعث للحياة» في سورية.
إنها رواية عن ورطة الحياة بأعمق معانيها، يعود فيها الروائي خالد خليفة بعد «مديح الكراهية» (التي وصلت إلى التصفيات النهائية لجائزة البوكر العربية في دورتها الأولى عام 2008، التي تناولت فترة الثمانينيات الدموية من تاريخ سورية الحديث) إلى الكتابة جهرًا، ويكتب عن كل ما هو مسكوت عنه في حياتنا العربية والحياة السورية، خصوصاً في ظل حكم البعث الذي «خنق الفكر و الروح وسلب الأمان وأورث الخوف والموت الإنساني».
من الرواية: «لم تستطع رؤية القسوة التي تحدّث عنها أبي مراراً قبل مغادرته مع إيلينا الأمريكية، إلاّ حين أصبحت امرأة مهجورة تعيش مع أولادها حياة موازية مع الحزب الذي صادر ما تبقى من حريات، أوقف تراخيص الصحف ومنع صدورها، عطّل البرلمان وفرض دستوراً جديداً يمنح الرئيس المُفدّى صلاحيات مُطلقة، الذي قام فوراً بعد انقلابه باعتقال رفاقه ورئيس الجمهورية نور الدين الأتاسي ليموتوا في السجون بعد سنوات طويلة، احتفظ الحزب بحق قيادة البلاد التي بدأت تتكيّف مع قانون الطوارئ والمحاكم الاستثنائية، الرئيس الذي استأثر لنفسه بكل المناصب الحساسة، من رئاسة الجمهورية إلى قيادة الحزب الحاكم وقيادة الجيش، وحق تعيين قضاة المحكمة الدستورية وتسمية رئيس الحكومة وحل البرلمان..».