عفوا أيها السائد، أنا لست من أولئك الذي يؤمنون بعقود الحب، التي تكتظ بالشروط، أنا أؤمن أن الحب هو العقد والشرط والحياة!
عفواً أيها السائد، كثيرون جعلوا من الحب سوقاً للنخاسة، ودخلوه بقوة خبراتهم التجارية وضمائرهم المفقودة، فكانت النتيجة الفاضحة: أنهم استولوا على جثث الحب، ولم يعثروا بعد على روحه، ولن يعثروا!
الطامة الكبرى: أن هؤلاء المعتوهين لا يفرقون - طرفة عين - بين الإيمان المطلق، الذي هو الحب، وبين الإيمان المؤقت، الذي هو (الجنس)!
هؤلاء الفارغون إلا من شهوة الجسد، ينفقون على غرف النوم، ما لا يمكن أن ينفقوه على أحواض الورود، ويعرفون كيف يهدون الأجساد التي ترافقهم ملابس خليعة، ولكنهم لا يعرفون كيف يهدونها وردة، أو كلمة حب صادقة!
هؤلاء المبتذلون لا يؤمنون بعقيدة التوحيد في الحب، فهم يعيشونه بعقلية تاجر السيارات، كل يوم هو في سيارة،
ويرون معشوقاتهم كالأثاث المستعمل، له عمر افتراضي، ويمكن استبداله عند الحاجة أو الرغبة!
هؤلاء السفهاء - سيدي السائد - لم يدركوا بعد أن الحب نعمة، لذا يلهثون وراء النقم، ولا يتكلمون إلا بلغة النَهم، بعيدين هم عن خطابات القلوب، ولغة العيون!