وغدًا نطيرُ مع الغمامْ
مُتَشًفْيِيْنِ من المَواجعِ،
والفَواجِعِ
وانكساراتِ الغرامْ
طَيفَانِ من ألقٍ
على أفُقِ النهاياتِ الجميلةْ
تأوي الشُموسُ إليهما، وتكون للمعنى دليلةْ
نيلانِ ملتحمانِ
في وطنٍ يروِّضُ مستحيلَهْ
وغدًا نطيرُ مع الغمامْ
مُتشابكينِ بغُصنِ قافيةٍ يُهدهدهُ وئامْ
مُتناغمين كبلبلينِ تقاسما عشقَ الحياةْ
مُتلهفين..
كما الغريقِ إلى النجاةْ
نهرانٍ منْ شغفٍ
يُطوِّقُ دِجلةٌ وجعَ الفُراتْ
وغدًا نطيرُ مع الغمامْ
متشوقين..
كغيمةٍ عطشى إلى ولهِ الترابْ
متحررين من الكنايةِ،
والمجازاتِ العقيمةِ، والعتابْ
متجاورين كقطرتين يلُمُّ شوقَهما سحابْ
متعريين من الندامةِ، واحتراقاتِ الغياب
وغدًا نطيرُ مع الغمامْ
مُتخفيين كجملةٍ قيلتْ
على أذنِ الزحامْ
مُتألقينِ كنجمتين على فضاءات بعيدة
متموسقين, كما البحور
على تفاعيل القصيدة
لا تحبسُ الأحزانُ ضحكتنا
ولا المُدن البليدةْ
وغدا نجيء مع الغمام
مُتوهجينِ كخضرة المعنى
على شجرِ الكلام
مترشفينِ حلاوة اللقيا
بشوقٍ لا ينامْ