المترجم: عمر الأيوبي
الناشر: مشروع كلمة للترجمة؛ 2013
يقدّم الكتاب؛ نابليون من خلال علاقاته بالشخصيات النسائية الرئيسية اللاتي أحطن به وأثّرن في حياته، ويربط بين حياة نابليون الشخصية والأحداث الكبرى التي شهدتها مسيرته المهنية من ارتقائه سلّم السلطة بسرعة، إلى تتويجه إمبراطوراً، وتغيّر تحالفاته، وغزو روسيا وانسحابه منها، ومعركة واترلو، ومنفييه؛ متتبعاً خلال تلك المراحل علاقاته بالعديد من النساء: زوجتاه، وعشيقاته وأمه وشقيقاته؛ كما يُسلّط الضوء على حياته الخاصة في أثناء المعارك، وفي زمن السلم، وفي المنفى، ويُبحث الغموض الذي يكتنف وفاته مسموماً، على الأرجح، في جزيرة القدّيسة هيلانة.
غالباً ما كان نابليون يظهر فظّاً ومتغطرساً تجاه النساء، ويعتبرهن جزءا من أهوائه خادمات لأهوائه ورغباته. ومع أنه لم يكن يشعر بالأمان في علاقاته النسائية، فإنه تمكّن من اجتذاب العديد منهن من خلال مزيج من الإصرار (ماري والوفسكا). ولعله في تبرير تصرّفاته يقدّم وصفاً معبّراً عن نفسه بقوله، «لست كالرجال الآخرين، القواعد الشائعة عن الأخلاق واللياقة لا تسري علي». بيد أننا نراه أحياناً مرحاً وعاطفياً مع زوجتيه، ويظهر إخلاصه لزوجته جوزفين بالإصرار على تتويجها إمبراطورة على الرغم من معارضة أسرته، ويشعر بالذنب الشديد حيال تطليقها، وهو القرار الذي اتخذه لأنها لم تنجب له وريثاً. ويبدي ألماً شديداً عندما لم تلحق به ماري لويز، زوجته الثانية، إلى المنفى. وهكذا بصرف النظر عن قسوته وفظاظته وعنفه في بعض الأحيان، فإنه يفاجئنا أحياناً بتعاطفه مع من عرفهم وأحبّهم وإخلاصه لهم.
غير أن هذه الصورة غير جذّابة على العموم. فهو لم يكن عاشقاً عظيماً، ولديه الكثير من الأعذار لذلك. فهناك في النهاية قارّة يريد فتحها، ولشؤون الدولة الأولوية على شؤون القلب. في بداية حياته العملية كان يرغب في الزواج من امرأة ثرية تسهّل عليه الارتقاء في مهنته، وحاول التودّد لأكثر من امرأة ثرية تكبره سناً إلا أنه لم ينجح ، وخاب ظنّه كثيراً عندما اكتشف أن جوزفين ليست ثرية كما اعتقد. لكن كان لديها أكثر من الثروة، وقد عبّر عن ذلك لاحقاً بقوله «أنا أكسب المعارك وجوزفين تكسب القلوب». ولأنه يقدّم مسيرته المهنية على كل ما عداها، فقد طلّقها وتزوّج من النمساوية ماري لويز، لكي ينجب وريثاً من صلبه لعرش فرنسا. ومن المفارقات أن نجم نابليون سطع واتخذ منحنى تصاعدياً بعد زواجه من جوزفين، وأفل واتخذ منحنى تنازلياً بعد تطليقها وزواجه من ماري لويز.
يتكوّن الكتاب من 50 فصلاً إضافة إلى خاتمة عن إعادة جثمان نابليون إلى فرنسا في سنة 1830 وملحق عن أسباب وفاة نابليون. كما يفرد قسماً خاصاً يورد فيه مصير الشخصيات التي لم ترد نهايتها في متن الكتاب، ويليه سلسلة من التواريخ والأحداث بدءاً من مولد جوزفين في سنة 1763 وانتهاء بوفاة ابن نابليون غير الشرعي، شارل ليون دينويل، في سنة 1881. ويضمّ أيضاً مجموعتين من الصور لنابليون والشخصيات الرئيسية، وقائمة ببليوغرافية طويلة.