حَدِّثِيْنِي فَالعُمْرُ أَمْسَى خَلِيْقَا
أَنْ يَرَانَا عَشِيْقَةً وَعَشِيْقَا
وَاسْأَلِيْنِي عَمَّا بِرُوحِي وَقَلْبِي
وَاسْمَعِي حِيْنَهَا جَوَاباً دَقِيْقَا
زَفْرَةً بَعْدَ رَعْشَةٍ فَذهُولٍ
تَتَوَالَى بِمَا يُعِيْقُ الشَّهِيْقَا
فَإِذَا لَمْ تُسَامِقِيْهَا شُعُوراً
فَانْظُرِي النَّبْضَ شَاهِداً مَوثُوقَا
وَاقْرَئِيْهَا مَشَاعِرِي فِي عُيُونِي
وَأَطِيْلِي بِنَصِّهَا التَّحْدِيْقَا
وَاسْمَعِيْنِي إِذَا هَمَسْتُ بِصَمْتٍ
فَأنَا أَعْزِفُ الجَوَى مُوسِيْقَا
أَنْشِدِي مَا سَمِعْتِه مِن شُجُونِي
فَهْيَ تَرْوِي جِرَاحَهَا والحُرُوقَا
سَامِرِيْنِي فَاللَّيْلُ يُوقِظُ شَوقِي
مِنْ سُبَاتٍ أَضْحَى طَوِيلاً عَمِيْقَا
يُحْرِقُ الصَّمْتُ فِيْه أَجْمَلَ شِعْرِي
وَيُوَارِي عَن انْفِعَالِي الطَّرِيْقَا
كَفْكِفِي أَدْمُعَ القَوَافِي بِشَوقٍ
تَمْسَحِي بَوحَ يَأسِهَا وَالضِّيْقَا
وَأَعِيْدِي شَوقِي إِلَيْهَا فَرُوحِي
تَشْتَكِي الأَمْسَ شَوقَهَا المَسْرُوقَا
إِنَّ قَلْباً بِصَمْتِه يَتَوَارَى
سَوفَ يَبْقَى مُشَتَّتاً وَمَشُوقَا
لَمْلِمِيْه لِسَاعَةٍ وَاسْتَبِيْنِي
مَا يُعَانِيْه إِنَّه لَنْ يُطِيْقَا
أَنْ يَرَى الشَّكَ فِي مُحَيَّاكِ يَخْشَى
مَنْ يُرَجِّي إِحْسَاسَه أَنْ يَرُوقَا
عَذِّبِيْه بِالشَّوقِ حِيْناً وَحِيْناً
لِيَرَى الوَصْلَ وَمْضَةً وَبَرِيْقَا
قَنِّنِي الحُبَّ فِيْه وَصْلاً وَهَجْراً
وَاجِبَاتٍ تَأْتِي فَتَتْلُو الحُقُوقَا
حِيْنَ يَرْعَى مِيْثَاقَه سَوف يَغْدُو
كُلُّ قَلْبٍ بِنَبْضِه صِدِّيْقَا
فَإِذَا الحُبُّ فَوقَ ذَاكَ وهَذَا
يَتَرَاءَى فِي ضِفَّتَيْه أَنَيْقَا
تَتَغَنَّى بِه العَصَافِيْرُ شَدْواً
وَبِه يَنْتَشِي الصَّبَاحُ شُرُوقَا
وَيُغَاثُ الغَضَا بِه كُلَّ حِيْنٍ
فَتَرَاه القُلُوبُ أَضْحَى وَرِيْقَا
حَدِّثِيْنِي وَلْتَسْمَعِيْنِي فَإِنِّي
شَاعِرٌ طَاوَلَ الثُّرَيَّا سُمُوقَا
غَزَلٌ فِي السِّتِيْنَ وَشْوَشَ قَلْبَي
فَتَجَلَّى بِالشِّعْرِ بَوحاً طَلِيْقَا
هَزَّنِي فَاحْتَفَتْ بِه ذِكْرَيَاتِي
بِشَبَابٍ أَمْسَى بِهَا مُسْتَفِيْقَا