اشتريت [كهف أفلاطون] للأستاذ أحمد الشدوي فاطلعت على محتواه قبل إدراجه في مكتبتي فوجدت من أحداثه المقترنة بالتعليم ما يثير فمزجتها بأحداث واقع لا تقلُّ تأثيراً ثم كتبتُ
انظرْ إلى التَّعليم يا أبتي
فاسردْ لهم ما عقَّ من لغتي
ورْوِ الذي ساموه من فَلَقٍ
ما جاوزتْ أفهامُه شفتي
من مدّةٍ للدَّأبِ مُنْحَدرٌ
غير الذي ترجوه مَقْدرَتي
ما للتَّلقِّي اليومَ من سُحُبٍ
تسقي وما للغرْسِ من صفةِ
نبضُ النُّجوم الفذُّ من زمنٍ-
ويحي – بلا عقلٍ وأفئدةِ
والسَّفحُ مملوءٌ بأجوبةٍ
مولودةٍ من جوفِ أسئلةِ
حلَّ الونى لإقامةٍ أبداً
أوَلَمْ يصادفْ غيرَ مدرستي؟
فأجبْتُه والبوحُ مخْترقٌ
بعضي وكتْمٌ قابضٌ سعَتي
جُلُّ المدارس يا بنيَّ غدتْ
تشكو وترجو حلَّ مشكلةِ
هذي من المبنى وتلك بها
عجزٌ وتلك عديمةُ السِّمةِ
ولبعضِها بعضٌ مكوثُهمُ
فيها لسُّخفِ الضِّحكِ والنُّكتِ
وتمرُّدُ الأبناءِ ليس له
ردعٌ.. تمادى من ملاينةِ
قالوا بأنَّ الضَّربَ يحبس ذي
فهْمٍ عن الأسمى و.. وموهبةِ
فبدت لنا بالَّلين مهزلةٌ
من طائشٍ أو نقْصِ تربيةِ
راموا بتطويرٍ معالجةً
فدهاهُمُ داءُ المعالجةِ
وخطى شرورِ العصر فاعلةٌ
من مفسدٍ ناوٍ ومفسدةِ ..
لا ينفع التَّطويرُ دون رؤىً
عصريَّةٍ ونهًى مُدرَّبةِ
وتدرُّجُ القدراتِ واعيةً
خيرٌ لمن يهفو لمنقبةِ
فمعائبُ التَّقصير زائدةٌ
والبعض لم يرجع بموعظةِ
لا خير في سَقْيٍ يسير بلا
مجرى و..ساعٍ بالمتابعةِ
أسفي الثَّناءُ الجمُّ ليس لمن
يسعى بخير بل ببهْرَجةِ!
كم مشرفٍ يأتي بلا هدفٍ
إلاَّ ليسترَ عيبَ منقصةِ
ومديرِ مدرسةٍ بواسطةٍ
ومعلِّمٍ من غير معرفةِ
ومكابدي فَقْدٍ لأهلِهِمُ
ومكابداتٍ دون مرْحَمةِ
لو كان للتَّعيين خطَّتُه
المثلى تلافتْ جُرْحَ منهكةِ
ولَضَاعفتْ جُهْداً لمجتهدٍ
ولعزَّزتْ دأباً لمُسْهِمةِ
أمَّا مناهجُنا فليت لها
سَقْفاً يوازي سقفَ مملكتي
إنَّ التَّقدُّمَ لا يُقاس بذي
تجمْهُرٍ وشعاراتٍ ملفَّقةِ
كم أمَّةٍ حطَّ التَّمظْهُرُ لم
تحفلْ بألبابٍ مثَقَّفةِ !
***
من ثمَّةَ المختارُ, ثمَّ زها
تاجُ الحضارةِ فوق ناصيتي
من هاهنا التَّأريخُ مفتخرٌ
..بلغ الذرى من بوح مئذنتي
ولهاهنا كلُّ الجهات عنتْ
لله ترجو كسْبَ مغفرةِ
في القلب مأوى موطني وبه
تجري شراييني وأوردتي
وإذا رؤاهُ لم تدعْ نظري
فشذاه ما أنقاه من رئتي!
لسواه ما غازلتُ فاتنةً
ولأجلهِ أهملتُ أوديتي
ماذا جرى للحبِّ؟ كيف جفا
صدراً سليَّاً بالمؤخرةِ؟
***
عفواً فأرضُ الخير ما خليَتْ
من مخلصٍ فذٍّ ومخلصةِ
ولأهلها سبقٌ ومفخرةٌ
من مبدعٍ فكراً ومبدعةِ
ومدوِّنٍ نفْعاً ومُبتكرٍ
ومحلِّقٍ يشدو بملحمةِ
ولنا بلبْسِ النورِ مُنطَلقٌ
متميِّزٌ يبدو بمنطقتي
لكنَّني أرنو لنيل مدى
وبلادنا في خيرِ منزلةِ
تعنو لها كلُّ الجهات [لِما]
لم تحيَ علماً في المُقدِّمةِ؟