التجديد اللغوي أنموذجاً
تستقطب المؤتمرات العلمية ما تستقطبه من خلق من أنواع شتى، كل نوع يهدف إلى ما ينحو إليه ويريده ويبتغيه، كل نوع من هؤلاء الخلق ينشد الفائدة تلك التي تخصص فيها من علم، كل نوع بما لديهم:
ينهجون وينهلون (1)
لقد تابعت كثيراً عبر وسائل التقنية الحديثة وعبر ما يتم عرضه عليَّ، تابعت مؤتمرات كثيرة وندوات أكثر عن العلم الشرعي، واللغة والأدب.. والنقد.. وما يحوم حول: سياسة الإدارة.. والاقتصاد.. والطب.. والسياسة والاقتصاد كل ذلك نظرته عن كثب بترو وسعة بال وزيادة نظر أستفيد منه.
لكنني بعد استعراض مكين أو متمكن أمكن يستدعي اللا شعور لدي الشعور، فأعي عنه ما يقول، فإذا أنا أقرأ وأعاود القراءة مرة ومرة فإذا الذي قرأته من كل ورقة قدمت في هذا المؤتمر أو ذاك، إذا كل ذلك إنما هو اجتهاد جيد لكنه معاودة وتكرار، لكن من خلال أسلوب مختلف وإلا ما قد قدم هو هو، وهذا جهد جيد واجتهاد جيد وعمل جيد يكفي منه تحريك العقل العلمي لتجديد ما لم تكن قد جاءت فيما مضى من دهر.
لم تكن قد جاءت قبل اجتهادات إضافية فيما خلا من القرون (2).
ولقد كان (مؤتمر اللغة) الذي تابعته وكنت حال حصوله (غائباً) كان مؤتمر وندوة ليس لذلك ثمة نظير في بابه ولبابه، لكن لقد كان في الوسع في الوسع جداً العمل على ما يكون، لافتاً للنظر من القيام بجديد ملزم وبجديد حاث، وبجديد مهم، ذلك هو المراد من كل مؤتمر وهو المطلوب من كل ندوة ومن كل لقاء وحوار، إن السبيل أن تكون أعمال المؤتمرات وسواها مما يدور في فلكها، علماً، ولغة وسياسة، وإدارة واقتصاداً.
إن السبيل هو تفعيل اللقاء بالجديد الدائم.. تفعيل اللقاء بين المشاركين من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة من العلماء والباحثين بكل ما لم يطرح أو يبحث من قبل ذلك، لقد كان جل المطروح مكرراً، لكن بإلقاء جديد ومنعطف جديد وحرارة جديدة جيدة، إلا أن الجديد هو الذي لم يتم طرحه ولم تتم مناقشته وإلا فإن لدى المشاركين من المكنة والنظر والاستيعاب ما لديهم لضرورة إيجاد الجديد غير المسبوق، وهذا (رأي عملي) لم أزل أقوم به حتى في (الاستشارات القضائية الدقيقة، والاستشارات العلمية)، وقد جاء هذا بثمار شخصياً لم أكن أتوقعها ولم يخطر لي على بال (3).
وذلك هو أن يكون جل الاهتمام كله يدور حول بذل الدراسة أو إبداء الرأي أو تقديم البحث على شكل موهوب جديد غير مسبوق.
فكنت أكتب مثلاً:
معالي الأخ..
فضيلة الأخ..
سعادة الأخ..
بعد السلام يسعدني جداً دعوتكم لهذا اللقاء.. المؤتمر.. لبحث (زراعة الأعضاء من كافر إلى مسلم)، وأنتم تعلمون أنه قد تم بحث هذا مراراً على أشكال مختلفة، لكن المطلوب الآن (وأنتم أهل لهذا) هو إضافة جديدة حيال هذه النازلة العلمية الفقهية إلخ.
سعادة الأخ..
فضيلة الأخ..
بعد السلام يشرفني جداً دعوتكم كعضو فعال في: مؤتمر ندوة لقاء نحو: أساسيات الموهبة اللغوية وصفاتها..).
والمؤمل منكم من ضرورة هذا هو طرح رأي جديد حيال صفة الموهبة اللغوية من خلال إضافات فعالة غير مسبوقة). إلخ..
ولك أن تتأمل هذا الخطاب جيداً بعين العقل الحر المتمكن، فإنه سوف يدفع المشارك مهما كان أمره إلى أن يتحرر ويتحرر من مجرد النقل والخطاب والبحث والرأي المباشر إلى ضرورة الجهد المتواصل لطرح ما لم يطرح من قبل، ذلك أنه يدرك من هذا الخطاب - وسوف يدرك لازم السبق الإضافي، سوف نرى في ذلك: المؤتمر اللغوي.. والندوة الفقهية والاجتماع العلمي أو الإداري سوف نرى هيمنة العقل الحر الجيد السباق الذي ترك وودع كثرة: النقل والاستشهادات وترك الطرح الإنشائي وودع الجرأة الملزمة إلى الهدوء والرزانة وعصر العقل لجلب رأي جديد غير مسبوق.
سوف نرى هذا إذا تم ذاك ما في ذلك شك عندي.
هذا رأيي أزفه لهيئة كبار العلماء والجامعات.. والمجمع الفقهي والمجالس والمجامع اللغوية وليست عني (النوادي الأدبية ببعيد).
** ** **
بريد السبت
* مهنا. م. ع. المهنا شقراء
لا يجوز إطلاق هيهات على: قرب بضم القاف، بل هيهات اسم فعل بمعنى: بعد.
والذي تسأل عنه: لا أعرفه.
* سبيت بن أحمد زيراف المنهالي - عُمان (عائلة الحبابي) في الإمارات العربية من قحطان.
أما (العامري) آل عامر فهم من سبيع.
* زيد بن محمد آل مجول الهذال - رنية.
لعل أفضل شرح لكتاب سيبويه هو ما قام به: (السيرافي).
* حمود بن ردنة بد بداح المنصور - المذنب.
نعم سوف أترجم لذلك الشخص وأرد عليه في ج 9 من (المعجم).
* هيا. ل. ع. بريدة.
(سعيد بن منصور المروزي).
هو الإمام المعروف نسبة إلى (مرو) وهو صاحب كتاب: (السنن). ثقة، ثبت، حجة.
** ** **
الهامش:
1- أخلاق العلماء للإمام الآجري ص 8-10-55-61.
2- (الطرق الحكمية) للإمام ابن قيم الجوزية ص5 حتى 71.
3- (حال المتهم في مجلس القضاء) (فقط المقدمة) لابن لحيدان.
4- وكتاب: (الأحكام) للإمام الأمدي ج1 من ص9 حتى 210.
وج3 حتى ص118.
- الرياض