(1)
لست ناقمة على كل شيء الآن وأريد إصلاح كل شيء, لكن عليّ وعلينا أن نعدّ لنا احتياطات معتدلة من التشاؤم ونفاد الصبر والطيش وكمشة لا بأس بها من النزق, بموازاة الفضائل والقيم والفرح الذي يعيد حبك نفسه دائماً من كل نُسَالة، لكون كل هذه الأشياء هي معجون الروح السوية، لا يمكن نزع أحد هذه الأيقونات والنظر لنا من خلال الوجه الأشبه بنا لحظة ما. فلا مثالية دائمة ولا تخبطية دائمة، هي دائرة ليمارس كل مفهوم من هذه المفاهيم شكله, ومن ثم إحساسنا الطبيعي به.
(2)
الثنائيات التي تكثر بجَلَد رغوة الصابون في تصورات الأصدقاء جديداً وقديماً, تدفعني لأن أصنفها ضمن عمومية الأشياء الرخيصة المبتذلة: (السياب والمطر) (فيروز والصباح) (العزلة ونُدرة المنعزِل)!! (النظارة والحكمة السلحفائية) رغم إيماني بأن الجنادب والجرادات أكثر حكمة وخفة! وما ظهر مؤخراً من (الثنائيات الرقمية) إن صحت هكذا, والتي ترتبط بمدلولات كثيرة في ذلك الحيز ما الذي يُسوّغ الثنائيات؟! ثم هل لنا بثنائيات أقل مللاً وأجدى عملاً إن كان لا بد!؟ خلق الثنائيات نوعا من الصُّدف الذكية, والتي لا تحتمل أن تبهت لكونها صُدفة.
(3)
الأفكار (الكافينيه) لا تُعَامد الأفكار المائية، رغم أن لكل امرئ ما اعتزم ونوى! والأمر نفسه في الأفكار الخارجة من السياقات المتيبسة, والتي كلما ثابرتْ وابتعدتْ في المعنى أكثر تفتت. الأفكار المائية إروائية وشفافة ونافذة, لا تحتاج لمباهاة ولا دعاية مضخِّمة ولا لكثير نحت وصنفرة وغليان! هي غالباً بروح الفيونكات البيضاء وظل الشجر, وجدوى الماء بلا شك.. (الكافيين) ليس من مقومات للحياة وإن كان من ضرورياتها (المستحدثة) في سيرة الأفكار!!
(4)
التخمين وفن فك احتباس الروح, من أنبل ما يقرأ المرء في لغة نفسه العصبية والنفسية؛ لأن التجربة هي التخمين الذي تقدم فحفظ حق الاكتشاف. لنتعلم درساً مجانياً أو بكلفة أقل. إجادة هذه اللعبة تؤهل الأسباب كي نتمسك بنا ونُلمّع ميزة كهذه. ومن ثم المضي وفقاً للحياة بدليل الاكتشاف الجديد. أو المضي وفقاً للحياة أيضاً بشكل متفرق. لن أقول بالشكل المتاهي, ولا بالشكل المستقيم. فكلاهما غير مجد تماماً لوحده. أفضل طرق مهادنة الاحتباسات الروحية هي الطريق التي نكتشفها بالتخمين, والذي من مهامه دفع التجربة, طالما أننا نصل دون تهدل أو زوائد نفسية أُخِذت معنا عن طريق الخطأ.