يجلسان.. وإلى الخلف منهما يرسل البحر طرفاً من عنوانه الممتد برمزية الرحيل.. يمسكان بأيدي بعضهما بعفوية لم تكن لتمضي دون أن تدون عنوانها الكبير لالتصاق روحهما الواحدة في جسدين بجينة حب واحدة.. وقلبين؛ إن ضاق واحدٌ سقاه بأحلى لياليه وأحلامه الآخر..
هل كانت صورة عابرة على جال ماء أزرق ذات سياحة صيفية لصديقين يتشبثان بالحياة وبالحلم.. عبر روحهما المتنقلة من نبضة دم في وريد هذا إلى قلب ذاك.. أم أنها نبوءة صورة لم يلق لها على/محمد بالاً حين كانت أيديهما تتشابك كما لو أنها كانت تقرأ صفحة الكتاب الأخيرة!!
.. يتحدث القدر أخيراً.. يعلن فاجعة الرحيل وتفاصيل الصورة النبوءة.. لتبقى الحقيقة العميقة: الروح التي تسكن قلبين لن يهزمها الرحيل.. ستنتصر بالحياة رغم وجع الانطفاء !!
فاصلة:
لحسن الزهراني.. مناجياً علي الرباعي إثر رحيل ابنه محمد:
ياعلي:
لم تكن واحدا ساعة الفقد
كنت أنا
وكثير من الموجعين
نسكب الدمع ندعو الإله الرحيمْ..
ياعلي:
كنت أقرأ في وجه (عبد العزيز) محيا (محمد)
جاءني وجه عبد العزيز وحيدا
جاءني مفعما بالأسى
دمعه حين أخبرني كان موجا يواري سماوات صبري
يعيد إلى مهجتي جرح فقد قديم ..
ما تمالكت دمعي
كأن الذي مات عبد العزيز
كأن الذي مات كل القلوب النقية
تلك التي يرصد الموت أنفاسها
في (طريق العقيق) الذي بات غولا عظيمْ..
....
رحم الله حبيبنا محمد بن علي الرباعي.. وجبر الله قلب والديه وأهله والموجوعين بوجع قلب صديقنا علي الرباعي.. المملوء بالحب..