ماذا أفعلُ يا أحزانَ الورقةْ؟!
قلمي مُرتَدٌّ منذ قرونٍ في صدريْ
لا يكتبُ
لا يتعبّدُ
لا يُصغي لاستدعاءات الفطرةِ
لا يبكي سَجَعًا
ينشفُ في قهري... أسقيهِ من سَرَحانِ الليل ِ
نجومًا شتى بعضٌ منها مشغولٌ بالحب
والآخرُ مشغولٌ بنداءاتِ الكُهَّانْ
أسقيهِ عصارةَ تجربةِ الأكوانْ
لكن يتناهى في قهري
ويقيمُ على منشفة القلبْ!
كم كنتُ أجرّبُ مسبحةَ الغُفرانْ
ومائدةَ الرهبانِ
ومَسْقطَ جبهتيَ المأثورةِ في كل الأحيانْ
ما أذّنَ مصباحٌ بالنورْ
ما قامتْ بنساءِ الخبزِ الدّورْ
إلا أرسلتُ حزينًا في صدري
يسألُ ما اسطاعَ الحزنْ
يستدعي ما كانْ
من أمرِ الرّدة علّ عناءً ما
يستجدي قلمًا مرّ بفضل التعبيرْ
في كل فراغٍ طرقَهْ
إلا في أحزانِ الورقةْ..
***
ما ذا أفعل يا أحزان الورقةْ؟!
الكلُّ يناديني باسمي
أما أنتِ
فلقد أخبرتكِ تكرارًا أني أُدعى «شمعةْ»
لأفسّر صبرَ النورِ بتكرارِ الحُزنْ
لا تنسَحبي حين ترينَ الشمعةَ بالمعنى محترقةْ
من وجدانِ الورقةْ يا أحزان الورقة!
***
ما كان أشدّ على صدري منْ
أن يهربَ بالمفتاحِ فتاهْ
أن يبقى مرهونًا..
أن لا تتحركَ في طلبِ المفتاح شفاهْ
في أيّ بقاعِ الروح يكونُ ملاذُ الخائبْ؟
«سَمِّ البقعةَ ما شئتَ وصَلَّ على المفتاحِ صلاة الغائبْ»
قال الهاربْ..
***
يا أحزان الورقةْ!
من كان مرارا يقتلُ فيك البحرَ ويلعبُ دور القُبطان؟!
من كان مرارا يمنعُ أطباقَ اللؤلؤ من تجهيزِ الشُّطآنْ؟!
من كان يكمّمُ أفواهَ العبّاراتِ لئلا تأتيَ بالمأمول رياحْ؟!
هل قاس البحر جراحَهْ؟!
حتى الآنْ
لم تجد يا كُلّ الأحزانِ جوابًا عن «من كانْ»
***
يُحكى في الجنةِ أن أبانا آدمْ
أصغى للثمرةِ حيث استبعدَ طَردهْ
أمّا حُزن الورقةْ
فتناول من ثمراتِ فؤادي الفردوسيّْ
آماداً لا تُحصى حتى أَخلَدْ
يا فردوس اللهْ!
ما أصعبَ أن لا يُطردْ