لا تخافي يا حبيبتي من انقطاعِ تيار الكهرباء، الحبُ هو التيار الذي لا يعرف الانقطاع، ولا يعرف الإهمال، ولا يعرف التوقف في استراحة، كأنه المحارب الذي لا يستريح!
إنّ هذه العيون التي ترتجف خوفاً، من الظلامِ وتوابعه، تعيد لي صورتها يوم أن كانت ترتجف فرحاً، عند صدفة لقاء غير عابرة، إنّ هذه الكفوف التي ترتعش وجلاً من أصوات الليل، كانت ترتعش وجلاً من أصوات الحب.. عندما تلامسها كفوفي..
يا حبيبتي إنني لا أتضجّر من دعابة شركة الكهرباء، إنني استغل هذه الدعابة الثقيلة جداً.. في قياس مقدار طاقة الحب الذي نعيشه، محاولاً اكتشاف طريقة في تحويل الطاقة الغرامية إلى طاقة كهربائية،... عندها سوف نستطيع إنارة المدينة كاملة.. بقلوبنا، وسوف تتعفّن الفواتير في صناديقها!!
إنّ الأزمة - يا حبيبتي - ليست في قدراتي الفيزيائية الخارقة!!، إنّ الأزمة تكمن في التوصل إلى طريقة تقنع حضرة: الحب، أن يدخل ـ جلالته ـ المختبر، وأن يخضع - سماحته - للتجربة، ولكنه دائماً عصيّ على التحليل، والتنظير، والاختبار.. تماماً كعينيكِ الساحرتين، كالطيف الجميل، كالنهر المتدفّق الذي لا يمكننا أن نضع في طريقه عجلة حتى تضيء المكان، كأنه من هواة إنارة الأفئدة المرهفة وحسب!
وعقِب حواراتٍ طويلة، وساخنة، ومنهكة، آمن الحب أنني «عنيد»، وآمنت أنه ابن عم المستحيل، واستمر يتدفّق من عينيكِ بلا توقف، وبلا هدوء، واستمر الظلام يخبئ قصتنا الغرامية المذهلة في إبطيه، كأنها أوراق معاملة بريئة لم يكتب لها النجاة من زنازين الأدراج، وقيود الرفوف!