Saturday 16/11/2013 Issue 417 السبت 12 ,محرم 1435 العدد

تقليمة

وقفوهم إنهم مدّعون

لأنه لم يفرض علينا التفيهق والتشدق أتقناهما حتى لكأنهما فرض!

حين تناولنا المعرفة بأطراف أصابعنا أو كدنا.. لم يكن ذلك لرغبة عارمة منا بقدر ما كان انفتاناً وجشعاً وحب تملك لا يقف عند حد..

لم يصل طموحنا -في كثير منه- إلا أن نملك المعرفة ونعرضها ولم يهمنا بعد ذلك استعملناها أم لا!

للأسف في المعرفة نحن قنوعين بالغرف منها مسرفين بالصرف طامرين مرحلة الهضم والأيض!

رغم أن المعرفة تراكمية إلا أننا نريدها ومضيّة سحريّة تقدح فينا مباشرة فتغصّبنا ما لم يتح لنا وأسأنا وأخطأنا كثيراً كثيراً!

ورغم أن المعرفة في جزء منها تأمليّة إلا أننا لا وقت عندنا لذلك.. والشهرة والتبجيل والتصفيق والمباركة على معرفتنا أسرع وأسهل من أن نتأمل أو نتعمق!

لأن المعرفة والثقافة حيكت على الأكاديميين والشهادات والألقاب تدنى مستواها ودخل فيها من ليس من أهلها وخرج منها من هم من أقرب أقاربها.. إنها قوانين وبراويز فُصِّلَت على عمى ورست على جرف وعلى ماء!

وخير ما يختزل المعرفة بلا رتوش أو دروع قوله: «عليك أن تصلي نفسك كل يوم حربا.. وليس لك أن تبالي بما تجنيه من نصر أو ما تجنيه عليك جهودك من اندحار.. فإن ذلك من شأن الحقيقة لا من شـأنك».

لكننا في زمن قعقعة المصطلحات، حيث يختفي المعدن ويطغى الزيف بلبوسات شتى وريشا.. ترخص الألقاب والتسميات حتى لا تحمل من حقيقتها إلا الأسماء المقرقعة!

في زمن الازدواجية، حيث يكثر الوعي ويكثر معه الزيغ والإجرامية المحترِفة.. وتوشح اللذائذ بوشاح من سراب حقيقة يحسبه الظمآن ماءً فإذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفّاه حسابه!

خاتمة..

المدّعي خال من التوازن، وهو أشد فتكاً من الجاهل، وسيئ التصرف، والمجرم بطبيعته.

ميمونة الربيش - الرياض