بين القطيف والقصيم

كان الشاعر الأستاذ عدنان العوامي مدعوًا في مهرجان عنيزة الثقافي الرابع وحضر ندوة الوفاء التي كرم فيها خمسة من الرموز الثقافية وألقى الدكتور عبدالرحمن الشبيلي ورقة عن الشاعر السفير محمد الفهد العيسى رحمه الله فكتب العوامي أبياتًا لصديقه الشبيلي الذي رد عليه بأبيات مماثلة أكدا فيها على عمق الأواصر وجمال المواطنة.

من العوامي

أسلتَ ندى الحروف على لساني

وحرّكت اليراعة في بناني

فكدت تُعيد فيّ أبا طلالٍ

شباباً قد تيبّس في كياني

رأيتك في عنيزة كالإيادي*

يلوّح بالعصا في المهرجان

تُغرّد مثل شادية الروابي

وتهزج مثل ساجعة المحاني

فما هذا الذي أرسلت نثرٌ

ولكن وهج درّ أو جمان

ففزّ الشعر ينطف في عروقي

كأن الشعر يوماً ما جفاني

كأنّي ما نسيت نثى القوافي

ولا ران المشيب على بياني

فمعذرة إذا وهنت حروفي

وما وفت القريحة بالأماني

فحلمي أن أراك هناك تشدو

قطيفك ذات يوم أو تراني

**

من الشبيلي

لأنتم في زيارتكم شهود

على أن القرابة توأمان

أعدنان، لنا في الخطّ دار **

وأنتم في القصيم ذوو المكان

وفي تاروت تاريخي وإرثي

ومجدي في المكان وفي الزمان

وما دارين تذكرها القوافي ***

سوى كرم الأصالة والمعاني

بلادي بالقطيف بلاد شعر

تسابق غيرها بالصولجان

وما أهل القطيف سوى رجال

يشير إليهمُ رأسُ البنان

سأحظى بالقطيف بيوم فكر

يشرفني القطيف وقد دعاني

وما أنا بالبليغ أمام جمعٍ

نطاسيِّ الفصاحة والبيان

** ** **

* الإيادي ؛ حكيم العرب قس بن ساعدة المتوفى عام 23 قبل الهجرة.

** الخطّ ؛ الاسم التاريخي للقطيف.

*** إشارة إلى شطر البيت .....ويرجعن من دارين بجر الحقائب.

-