Culture Magazine Thursday  14/03/2013 G Issue 400
أوراق
الخميس 2 ,جمادى الاولى 1434   العدد  400
 
وتم العناق..
معرض الكتاب ومؤشرات تدل على نجاحه.. بعيداً عن المحتسبين
حسن علي البطران

 

أختلف ليس بدرجة قليلة مع من يتوقع أن معرض الرياض الدولي للكتاب لن يحقق نجاحاً في هذه الدورة وهذا العام 2013م، معللين توقعهم ذلك بتدخل من وصفوهم بالمحتسبين كما حدث في الدورات السابقة حيث تدخلاتهم ومضايقاتهم للكثير من الكتاب والمثقفين ومرتادي المعرض.. نعم أتوافق معهم بأنهم قاموا بتصرفات غير مسؤولة وهمجية وخارجة عن الذوق أياً كان نوعه، وعن الأخلاق الدينية وأن ليس للدين صلة بهذه التصرفات وهذه السلوكيات، وهذا لا يقلل من قيمة المعرض ككل، بل ربما يشوه صورة معينة له بل يشوهها، وأعتقد جازماً أن الجهات المختصة في هذا العام قد تتصدى لهم وفق آلية وأسلوب رادع، وسوف تكون متصدية لهم بيد من حديد، حتى لا يتكرر ما تكرر في الأعوام السابقة، إيماناً منها بأن المعرض يعكس صورة وانطباعاً لثقافة البلد وعاداته وتقاليده، وهذا أمر تحرص عليه قيادتنا الرشيدة.. لأنها تحرص لترويج ثقافتها للعالم بما يتوافق وهذا العمق الذي وصل إليه مثقفوها ومبدعوها وانعكس إيجاباً على حراكها الداخلي..

معرض الكتاب يعد ظاهرة ثقافية تتكرر في كل عام ويعم نورها في أرجاء الدولة التي تحتضنه.. وفي المملكة أخذت هذه الظاهرة تكبر وتتجدد كل مرة وفي أعوام متتالية فكل عام نجده أكثر وأكبر تطوراً من العام الذي قبله، وهذا لا يعني أن ليس به بعض الهفوات، ولكن هذه الهفوات تقل ويصغر حجمها من سنة إلى أخرى، حسب متابعتي الشخصية (رأي شخصي).. وهذا المعرض وما يرافقه من برامج ثقافية يعطي إنموذجاً - ولو بشكلٍ غير مطلق - عن مدى العمق الثقافي الذي يمتلكه الشعب السعودي خلافاً لمن يقول إن المواطن السعودي غير قارئ وغير مهتم بالكتاب، وهذا الرأي تنفيه الأعداد المتدفقة على المعرض منذ يومه الأول حتى آخر يوم فيه.. نعم قد يكون البرنامج الثقافي لا يشكل حضوراً قوياً في بعض فقراته، ولكن بشكل عام يعطي مؤشراً جميلاً عن الحراك الثقافي والأدبي والإبداعي في المملكة مقارنة بأشقائها العرب..

قرأت هنا في (الثقافية) في عدد (الخميس قبل الماضي 18-4-1434هـ) أن الدكتور أحمد العرفج «وجه هجوماً قوياً وعنيفاً لمعرض الرياض الدولي للكتاب ولمديره الدكتور صالح الغامدي والبرنامج الثقافي ومكان إقامة المعرض والمحتسبين أيضاً» وأنه -أي العرفج- فضل الجبن الدنماركي على المعرض وأهميته، حيث قوله «مقاطعة معرض الكتاب أولى من مقاطعة الجبنة الدنماركية».. وهذا اتهام في غير محله وآمل أن يزور المعرض ولو لمجرد زيارة فقط أو مرور عابر ولو لمرة واحدة حتى يستطيع إعطاء انطباع حقيقي، فليس من الصواب إصدار الحكم عن بعد ومن غير مشاهدته والحركة تحت سقفه وبين ممراته وحضور فعالياته.. وفي المقابل أعجبني كثيراً رد الدكتور صالح الغامدي مدير المعرض الذي قال: (سوف أرشح الدكتور العرفج لتولي إدارة المعرض العام المقبل كي ينفذ ما يراه من مقترحات..) رد بهدوء ومن غير أي انفعال وهنا تبرز قمة القيادة وجمال حكمتها.. نعم أنا مع النقد ولكن النقد الإيجابي، لا أختلف مع العرفج أن هنالك بعض السلبيات، ولكن ليس بالشكل المطلق وبالطريقة التي وصفها.. وهذا أمر عادي جداً أن تجد بعض السلبيات في أي نشاط أو مهرجان أو فعالية، والنجاح أمر نسبي وليس مطلقاً، ولكن ليس من الحكمة نسف نشاط كامل ووصفه بالعدم.. نعم الكمالية مطلوبة ولكن ليس بالضرورة حصولها في أي نشاط ولن تحصل بشكل مطلق، ووجود الهفوات في بعض الجوانب وضع اعتيادي، وهذا لا يقلل ولا ينفي من وجود الإيجابيات، وأن النقد الإيجابي يخدم أي نشاط ويزيد من طفرة الحراك الثقافي والإبداعي في بلادنا، هذا البلد المقدس الذي يضم أقدس الأماكن على وجه البسيطة؛ يضم الحرمين الشريفين.

ما يلاحظ خلال السنوات الأخيرة أن معرض الرياض الدولي للكتاب في تقافز إيجابي ينحو إلى التطور وإن كان بطيئاً، وفي مجالات عديدة منه، ولكنه تقافزٌ مهم وملحوظ، ويُدرك أن من خلفه إدارة تحاول الوصول به إلى أعلى مراتب النجاح وهي تتحقق فعلاً من عام لآخر، وخلاصة ما أرمي إليه أن المعرض يشكل طفرة وظاهرة ثقافية كبرى، وتشكل حراكاً ثقافياً وإبداعياً من الصعب تجاهله، ومن يتجاهله قد يكون بعيداً عن المصداقية حتى مع نفسه..!!

Albatran151@gmail.com الأحساء

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة