المترجم: حسن ناصر
الناشر: : دار الكتاب الجديد : بيروت؛ 2013
الصفحات : 293 من القطع المتوسط.
قيل في بورخيس الكثير؛ هناك من يرى أنه الكاتب الذي بعث الروح في موجة الكتابة السحرية التي أعطت أدب أميركا اللاتينية مكانته الرفيعة بين الآداب الأخرى في عالمنا الآن، وهناك من يرى فيه كوكباً مستقلاًّ في الأدب عصيّاً على التصنيف؛ يمكننا أن نطعن في الرأي الأخير إذا رأينا مع بورخيس أن كلَّ عمل هو محور سلسلة لانهائية من الأسباب تمتد في الماضي، وسلسلة لا نهائية من النتائج تمتد في المستقبل. لكنه يبقى في النهاية ذلك الأميغو البصير الساحر، البسيط الغامض الذي أراد أن يقول ببساطة إن ما نشهده في أيامنا على هذه الأرض يبقى أكثر التباساً وتعقيداً وسحراً من طلاسم الأحلام والعوالم الأخرى، وإن الجمال تجلٍّ يومي والسعادة الوحيدة المتاحة لنا تكمن في المعرفة والاكتشاف.
أسَّس وهو في ريعان شبابه مع مجموعة من أدباء الإسبانية ما يُسمّى بالحركة البديلة التي أثّرت تأثيراً عميقاً في أدب أميركا اللاتينية وأسَّست لكتابةٍ من نوعٍ آخر غير السائد في عصرها.
وكتب الشعر والسرد والمقالة في تنويع جمالي بلاغي عميق على ثيمات فلسفية ما زالت مثار الأسئلة. كان يحب أن يتم النظر اليه كشاعر على الرغم من أن شهرته تدين بالكثير لسردياته ومحاضراته النقدية.
من أشهر مؤلفاته: مجموعته سرديات، وكتابه المشترك مع صديقه أودولف كاسارس كائنات وهمية.
سيبقى لكلماته رنين الأبدية وهو يتلو:
أن تنظر إلى النهر المجبول من زمن وماء
فتتذكر أن الزمن نهر آخر
هو أن تعرف أننا ضائعون كما النهر
وأن الوجوه تنحلّ مثل المياه.
أن تدرك أن الصحو يحلم بأنه ليس نائماً
وأنه ليس إلاّ حلماً آخر
يعني أن تدرك أن الموت الذي تخشاه أجسادنا
هو ما يطوينا كل ليلة ونسمّيه نوماً.