الحقوق الفكرية، متى؟

تشمل الحقوق الفكرية حالياًفي المملكة بالمقام الأول حقوق المؤلف والعلامة التجارية والتصاميم التخطيطية والنماذج الصناعية وبراءات الاختراع، تغيب الحقوق الفكرية للفنان التشكيلي ليس فقط من اللائحة بل عن ذهنية المجتمع فأصبح أي فنان مبتدئ وللأسف أحياناً محترف يقدم على النقل والنسخ بلاتردد، الأمانة البحثية تقتضي التوثيق والأمانة الذاتية تقتضي الاستئذان من صاحب العمل ونسبته إليه بشكل علني، وهذا ما تقدمهالأستاذاتبكلية التصاميم والفنون لفنانات المستقبل وتحميلهن مسؤولية الأمانة، بالأسبوع الماضي بدأت عروض منتصف العام وكان الإنتاج جميلاً، وفي ثناياه لاحظت أن الطالبة تشرح فكرتها وتذكر استئذانها من الفنان الفلاني عبر حسابه في تويتر او الانستغرام وإن كانت صورة التقطتها زميلاتها فإنها تذكر بأنها أخذت الإذن في رسمها. كان شعور الزهو والفخر بأستاذة المادة هند أباحسين وفنانات المستقبل الرائعات، في المقابل نبحث مع إدارة الكلية عن آلية لضمان الحقوق الفكرية لأعمال الطالبة نفسها فهي بقدر احترامها لحقوق غيرها تستحق أيضا التكريم بحفظ حقوقها الفكرية لعملها سواء لتقنية أو فكرة أو صورة أو تصميم أزياء أو جرافيك، فالشعار بحد ذاته يخضع لمعايير دقيقة وترصد له جوائز كبيرة دولياً وحتى محلياً، فعدد من الوزارات والجمعيات والهيئات تطرح مسابقة الشعار وترصد له جوائز محفزة وفي نهائي الحكاية تتحفنا الأخبار بمبلغ الجائزة ويتبرم الناس من قيمتها غير المبررة، ولكن السؤال الأهم:من الفنان الذي صممه؟ لماذا غاب حقه الفكري والمعنوي ولم يعلن عنه! ومتى يقر في اللائحة كما بقية الحقوق؟ تعود بي ذاكرتي إلى شعار المئوية الذي فاز به الفنان علي الرزيزاء؛ حيث أعلن عنه رسمياً مقرونا باسم الفنان وغطت عددا من الصحف والمجلات لقاءات مع الفنان لشرح فكرته فحفظه له الزمن وحفظته ذاكرتنا.