لستُ مشتاقاً كما تتصوّرين، أنا مجنون يمارس هوايته المفضَّلة، وهي حشر الرسائل الوردية تباعاً.. في صندوق الوارد التابع لوزارة هاتفك المبجل، وعليك أن تلاحظي كم بين لفظة «الوارد « ولفظة «الوردية» من تشابه، حتى تتذكّري تشابهاً أهم!
لا تتفاجئي بأن رسائلي تتابع.. دون رد الحب في قاموس الرجل عدة مهام يجب القيام بها، وإنجازها على الوجه المطلوب، والحب في قاموس المرأة رواية بدايتها شيقة، والأفضل أن تكون بلا نهاية، لأن النهاية - غالباً ما- تتخيلها المرأة.. ويكتبها الرجل!
الشوق يا دلوعتي المدلعة، ليس فعلاً، هو ردة فعل.. لفعل مجهول، لم يقع، ولكنه على وشك الوقوع، لذا يأتي الشوق ردة فعل سابقة للفعل، وهذه النظرية: هي التي حيرت «أرسطو»، ومن قبله حيرت «سقراط»، وحار في ألغازها ديكارت، لذلك فهم لم يتحدثوا عنها أصلاً!
أزعجونا بقولهم «بين العبقرية والجنون شعرة»، والحق أنني كذبتُ هذه الهرطقة في غرفة التحقيق، وعندما طلب المحقق مني دليلاً على ما أقول، أخرجتُ له صورتك الفاتنة، فأنتِ الجنون العبقري والعبقرية المجنونة، وليس هناك أي شعرة في السياق، لذلك ربما تستغربين أن المحقق اقتنع بحجتي، وأطلق سراحي، ولكنه لم يطلق سراحي منك أيها القيد العبقري المجنون!