الثقافية - عطية الخبراني
رغم امتداد العمر والتجربة والسفر والترحال في كل أصقاع الدنيا، لا زال معالي الشيخ العلامة محمد بن ناصر العبودي يغذي المكتبة العربية بنفيس تجاربه ورحلاته ليضيف ويضفي ويزود فناً عريقاً اسمه «أدب الرحلات» بنخبة من الكتب التي يصف فيها رحلاته وتنقلاته بين جزر الدنيا ومدنها وقراها من أقصى العالم إلى أقصاه.
لم يقتصر الشيخ العبودي على التأليف في أدب الرحلات، فالعبودي من رواد المملكة في التدوين والتوثيق والتأليف في شتى الفنون فهو عالم موسوعي بكل ما تعنيه الموسوعية من معنى.
ربما كان فن أدب الرحلات أكثر ما عرف به الشيخ لكثرة ما كتب فيه، فلم يتوان عن توثيق كل رحلة، ولم يتردد في إخراج كل ما اكتمل مما وثق وكتب، فقد تجاوزت مؤلفات الشيخ العبودي في الرحلات فقط المئة وسبعين كتاباً، طُبع منها أكثر من مائة وعشرين مؤلفاً، ولا زال البعض مخطوطاً ينتظر الطباعة.
ارتبطت مؤلفات الشيخ العبودي على مستوى الطباعة بدار الثلوثية والتي يديرها الدكتور محمد المشوح، فهي المسؤولة عن طباعة كتبه، إيماناً منه أن تجربة الشيخ الفريدة يجب ألا تهمل وأن توثق وتطبع دعماً للمكتبة العربية كما أن وجود موقع للشيخ يشرف عليه الدكتور المشوح يعد لفتة تقديرية لجهود الشيخ وموسوعيته.
والجزيرة ممثلة في «المجلة الثقافية» تتمنى أن تُجمع مؤلفات الشيخ وتعاد طباعتها في (المجموعة الكاملة للرحلات) عن طريق مؤسسة ثقافية إيماناً بدور هذا العالم الجليل واحتفاء بتجربته في فن أدب الرحلات ليبقى نبراساً في عالم التدوين والتأليف.