جدة - صالح الخزمري
يتناول الكتاب جانباً من رسالة المؤلف للدكتوراه ويدور محتواه على أهمية تفهّم كل شريك في الحياة الزوجية للفروق التي بينه وبين الآخر ودراستها لتأثير ذلك على التفاعل وإيجابية الاتصال والحوار بينهما، وفي إطار ذلك الفهم المشترك يمكن التعايش بما يؤدي إلى تجنّب الخلاف وهو أسلوب مختلف لإدارة الاختلاف بنجاح يتخطّى الاصطدام والخلاف ثم الصراع..، لذا فإن من الأهمية بمكان أن يهتم كل طرف في العلاقة بالتعرّف على نقاط التشابه والاختلاف لأنها القاعدة الأكثر ثباتاً لبناء علاقة متينة قائمة على الاحترام ولفهم أن كل طرف من العلاقة كقطعة (البازل) puzzle لا بد أن تكون مختلفة عن الأخرى لتكوّن معها صورة فلا يمكن لقطعتين متشابهتين أن تكملا بعضهما البعض، كما أن عدم إدراك كل من الرجل والمرأة بأن حاجات كل منهما مختلفة عن الآخر يجعلهما يرتكبان خطأ كبيرا في حياتهما الزوجية حين يعطي كل منهما الآخر ما يظن أنه في حاجة إليه وفقاً لاحتياجات جنسه هو وليس احتياجات الجنس الآخر افتراضاً بأنه يحقق له ما يريد وهو تحدٍّ يواجههما وتخطي عقباته يكمن في فهم كل طرف ما يريده الآخر.. إنها الفلسفة التي قامت عليها دراسة الكتاب بغية تحقيق النجاح في فهم الاختلاف مع الآخر ليس في الزواج فحسب بل في كل المجالات من العلاقات العملية والأسرية، فإذا ما نجح الإنسان في اتصاله بالآخرين فقد حقق حوالي 85% من أسس السعادة في الحياة.. فالاتصال الفاعل هو جسر النجاح في العلاقة، وقد ازدهر علمه وارتفع صوته في العقدين الماضيين ليشكل الحل الأمثل لجميع المشكلات في الأعمال والأسرة وسائر العلاقات.