اشتمل على ثلاث وثلاثين لوحة الفنان الحجيلان يقيم معرضه الأول (بكاء الألوان)
|
* الرياض سمر النصَّار:
تحت رعاية صاحبة السمو الأميرة هيلة بنت عبد الرحمن آل سعود أقيم مساء يوم الاثنين 2310 1425هـ حفل افتتاح المعرض الشخصي الأول للفنان التشكيلي السعودي فهد الحجيلان (بكاء الألوان) بصالة قاليري شدى بالرياض، يضم المعرض 33 لوحة تشكيلية، بدأ الحفل بكلمة مشرفة المعرض أ. هدى العمر، حيث رحَّبت فيها براعية الحفل والحضور.. وفي اختتام كلمتها توجهت بالشكر الجزيل لراعية الحفل على رعايتها حفل افتتاح المعرض الأول للفنان التشكيلي فهد الحجيلان وبالحضور، أما كلمة الأميرة هيلة التي سطَّرتها في سجل الزيارات فقد جاء فيها:
طاب لي إلقاء نظرة في لوحات خطتها أنامل مبدعة تأسر الأنظار، مقدرة لكم الدعوة، مع تمنياتنا بالتوفيق، وبعد الجولة في المعرض كان لمجلة الجزيرة الثقافية سؤال طرحته على صاحبة السمو الأميرة هيلة بنت عبد الرحمن عن مرئياتها في المعرض؟ قالت في إجابتها: يلاحظ في لوحات الرسام فهد أنها مبدعة جداً، فالألوان هي محور أعماله بألوانها المختلفة سواء كانت متفائلة والعكس، وقوة معالجتها، هناك رسالة للمتلقي يوضحها ناتجة عن تجربة شخصية أو اجتماعية في حياته، وكذلك وجود رموز لها دلالات كثيرة توضح مدى انطلاقته، أو توقفه في فترة من الفترات فأتمنى له التوفيق، والوصول الى ما يطمح، بينما كانت مرئيات مشرفة المعرض أ. هدى العمر أنها لاحظت أن هناك مرحلة تحوُّل جوهرية في عالم الفنون الجميلة بشتى أفرعها، وبدأت هذه المرحلة عندما تنكر الفنان التشكيلي الحديث للاساليب التقليدية ذات الاداء الكلاسيكي، وأخذ يبحث عن ينابيع ومناهل جديدة لأدائه الفني.. مواكباً بذلك التطورات التي طرأت على العالم من تقنيات وفضائيات حديثة أضافها وأضاف لها الفنان فلسفته ورؤيته الخاصة مستلهماً منها ومستهلاً من خلالها فنونه الحديثة.
والفنان فهد الحجيلان يقدم من خلال معرضه الشخصي الأول رؤية جديدة الهدف منها على حد قوله إنني أختصر أو أختزل كل العناصر أو المشاعر في رموز أعبِّر من خلالها عن مضمون
ذي قيمة فكرية تأملية في العلوم الانسانية.
وما يرغب الحجيلان بالتعبير عنه أن يصرخ باللون، ويتحدث باللون، وتدمع عين المتلقي من خلال احساسه باللون، فاللون هو أهم أداة للفنان للتعبير عن مشاعره، ولعلنا من خلال رؤية ال (33) عملاً فنياً له قد نلاحظ انه جرَّد أعماله هذه برفضه التام للسرد الاملائي أو الواقعي، ولعله
انصاع الى ما نادى به جان جاك روسو من العودة من الطبيعة الى المدينة ونحو كل ما هو آلي وصناعي، وربما يفسر بداية الحداثة في النزعة التأثيرية التي واكبت البحث العلمي في تحليل الضوء وتفسير مصدره ونقاء الألوان، وأيضاً التعبيرية وعلاقتها بالطابع الفلسفي والأدبي وحالياً هذا ينطبق على معرض الحجيلان كيف
اقتحم الفن بالأبحاث الميتافزيقية والتحليل النفسي ونظريات الضرورة الداخلية وكوامن اللاشعور، وربما بعض من هذه المسيرة القلقة الباحثة قد ينجم عنه انهيار الشكل وتجاهل الموضوع فلا يحمل هذا الفن رسالة، ولكن من خلال متابعة أعمال فهد نلاحظ أن هناك محاولة مدروسة كي يضيف الفنان للفن المعاصر أداة للمعرفة والاستمتاع والاسهام الحضاري التقدمي، وأضيف هنا من خلال أبحاثي في المجال واطلاعي وقراءاتي أن أعظم فناني القرن العشرين أمثال (بابلو بيكاسو) قد تقلَّب في اتجاهات فنية عديدة، ثم لم يلبث ان ارتد الى مناهله الواقعية شكلاً ومضموناً، وهذا ينطبق على فنانين عظماء كثيرين أمثال (بن نيكلسون) في إنجلترا وكذلك موراندي الإيطالي وغيرهما.. وليس معنى ان نعود بالفن الى المحاكاة الحرفية للواقع وان نطبق الأكاديمية الكلاسيكية وجماليتها المطابقة للطبيعة بل عدم المغالاة أو الشطط في المعالجات التي تلغي الشكل والموضوع نهائياً وتبدأ في تصورات ميتافزيقية أو خيالية فلسفية لا تمت للواقع بصلة ولا يعرف عنها شيئاً إلا الفنان نفسه، إن المفهوم الحضاري المتطور في أعمال الحجيلان لا يتعالى ولا يترفَّع عن تأملات المتذوقين، ولكن من خلاله يحاول أن تصل رسالته الى المشاهد ويحظى بشعبية متذوِّقة لأعماله.
أما مرئيات الدكتورة ليلى سليمان أستاذة النحت والخزف كلية التربية قسم التربية الفنية قالت فيها إن فكرة إقامة المعرض الشخصي ووجوده بالرياض اعتبره نشاطاً فاعلاً وجميلاً، ومن خلال قراءاتي للوحات أجد شخصيته مستقلة في فنه تختلف عن الآخرين العرب، والأجانب، وكذلك معالجة الألوان عالية جداً وتقنينه لها، استطاع أن يعبِّر بالألوان عما يختلج في نفسه، فأنا سعيدة جداً أن يكون بالمملكة مستوى فني عالٍ لا يقل عن العالم.
في حين ذكرت الدكتورة سناء السيد قسم علم نفس جامعة الملك سعود، في مرئياتها عن لوحات الفنان المقدمة بوجود كثافة في الالوان، وكل لون اختلف عن الآخر وله ثقله في اللوحة، استخدم بعض الرموز مثل الطائر، والطائرة الورقية.. يريد أن يصعد في الهواء.. لديه طموح عالٍ جداً عالجه في التحليق إلى أعلى، وهناك بعض اللوحات أغفلها وفي إحدى لوحاته مبالغة في الشخصية ربما تكون هذه الشخصية حلمه في الحياة، أو أن يحلم بأن يكون فناناً عظيماً وموجوداً على الساحة التشكيلية.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|