مطالعات الكاتب السويد يقرأ المطالعة من جديد: (لا ترم قشر الموز) تأملات قصصية لما بين السطور عبدالحفيظ الشمري
|
إيماءة:
* لا ترم قشر الموز (قصص)
* عبد العزيز السويد
* المكتبة التراثية الرياض 1425هـ
****
الأستاذ عبد العزيز السويد كاتب ساخر يلون صفحات هواجسه بالممكن دائماً، إذ لا يحلق دائماً في الخيال أو يصوغ من النقد صوراً حالمة.. هو مزيج من النقد والسخرية التي تعري الواقع، وتناجز الفكر النمطي لتجعل منه مجر طرفة قد نتقبلها في حدود صياغة الخطاب الجديد للعلاقة بين الواقع وأهله.. ذلك الخطاب الذي يسير غالباً في خانة البحث عن المثالية دون النظر إلى حركتها الطبيعية بين البشر.
تبقى تعليقات السويد على نصوص (المطالعة السعودية) نصوصاً مرادفة لأصل الحالة الحكائية التي استمرت منذ كتابة القصص إلى زمننا الحالي؛ حيث قاس الكاتب هذه المسافة من منظور الوعي وكسر رتابة المنقول الدائم ليصبح القارئ أمام نظرية تقبل الجدل، وترفض النمطية المألوفة للحكاية السائدة عن شجاعة الأسد، وغباء الحمار، ومكر الثعلب وعنف الصقر، ومذاق القهوة المرة وما إلى ذلك من متناقضات كثيرة في حياتنا.
النصوص المرادفة للنصوص الأصلية جاءت قطعاً سردية تستحصر الحكاية أيضا وقد يأتي من بعد زميلنا السويد ليرى أن رؤيته للأشياء قد طرأ عليها تغيير أو أصابها شيء من البلى والقدم، لكن أن تعود الأشياء إلى طبيعتها ونعني البساطة والهدوء والعفوية فهذا أمر
مشكوك فيه أصلاً؛ لأن التغيير أثبت أن (الحكاية) هي الضحية فعلاً لحالة التغيير في الواقع الاجتماعي..
(عطر الذكريات) كما يشير المؤلف في مقدمته
قد لا يستمر في مداعبة أنوف أهله ومحبيه؛ لأن أمر قبوله وتقبله رهن لحقبة أو فئة معينة هم جيل الخضرمة.. أي الجيل الانتقالي بين الماضي بهدوئه وسكونه وعفويته، والحاضر بصخبه وضجيجه وتأزمه، فقد يأتي يوم لا نرى فيه من يلتفت إلى الماضي أو يعيره أي اهتمام.
عنوان الكتاب (لا ترم قشر الموز) بيت القصيد في القصص الواردة في السياق، إذ انتقى السويد هذه القصة الإرشادية الشيقة في وقتها حينما كنا لا نرى الموز إلا نادراً فها هي القصص تكشف عن بعدها التأثيري القوي في ذاكرة ذلك الجيل لتصحب قصة (لا ترم قشر الموز).. تلك التي ظلت ولأعوام طويلة لغزاً محيراً للعديد من الطلبة الذين لا يدركون لون أو طعم هذه الفاكهة اللدنة والناعمة إلا من خلال حديث ذاك المعلم الذي ظل يرددها مرغماً، في وقت يحاول فيه الكاتب تقديم نقد مناسب يفي بالغرض ولا يخرج الأمر عن نظامه الذي رسمه له.
يقع كتاب الأستاذ السويد في نحو (142 صفحة) من القطع المتوسط مشتملاً على العديد من القصص المنتقاة من كتاب المطالعة مشفوعة بنصوص مصاحبة تميل إلى النقد الساخر الذي يبرع فيه الكاتب حيث عرف عنه حسن التناول وصدق العبارة في نقل تلك الصور الاجتماعية العابرة إلى دهاليز النسيان رغم المحاولات في استرجاعها.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|