المؤلف: باولا كورتي

المترجم: عدنان علي

الناشر: هيئة أبو ظبي للثراث والثقافة (كلمة)؛ 2012

بالرغم من الاهتمام الكبير الذي تثيره ظواهر الهجرة في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى، يستعصي على الخبراء والباحثين دراسة حضورها الثابت في تاريخ العديد من البلدان وتحليل دوافعها المتشابكة.لقد تكررت دوافع الهجرات، سواء خلال النظام القديم أو في العالم المعاصر، شاملة الكثير من البلدان التي تعتبر نفسها اليوم بمنأى عن تلك الظواهر.

إن الاستقرار وضع «استثنائي» في تاريخ البشرية، والتنقل ليس إلا إستراتيجية للبقاء في مختلف الظروف التاريخية والاقتصادية والاجتماعية، بل إنه وسيلة ضرورية من أجل ممارسة حرف ومهن غير هامشية.

يتناول الكتاب المترجم عن اللغة الإيطالية شؤون الهجرة في العالم ويستعرض المأساة الحقيقية لأفراد وجماعات وشعوب ذاقت الويلات في غياهب المجهول، خصوصاً حين كانت الهجرة تمثل الوجه الآخر للعبودية، لا سيما وقد كانت ترادف وتواكب وتقترن بالاستعمار والتشريد والنفي السياسي والتهجير القسري وليست الفاقة فحسب.

و يتطرق إلى مختلف مسارات الهجرة (الطوعية والقسرية) عبر التاريخ. وقد توزعت فصول الكتاب بترتيب زمني، من الهجرة في عصر ما قبل التصنيع، حين كانت المدن في أوروبا تجذب الناس.

ثم الحروب ومعاهدات الصلح، فالاستعمار والهجرات القسرية، والتصنيع والهجرات الكبرى من أوروبا، إلى اللاجئين والنازحين والمرحّلين قسراً. فضلاً عن النفي السياسي، وصولاً إلى نهاية الاستعمار واستقلال الدول. فالهجرة في النصف الثاني من القرن العشرين قد اختلفت أسبابها عما سبقها، فالهجرة في العقدين الأخيرين من القرن العشرين كان لها خصائصها ومميزاتها من «نظام الحصص» والهجرة «غير الشرعية».