Culture Magazine Thursday  29/11/2012 G Issue 387
شعر
الخميس 15 ,محرم 1434   العدد  387
 
نحن العرب
شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور

 

تزاحمت الأحداث على فكري فتأمَّلت الثورات وموجب الثورات الجارية في بعض الدول العربية وتألَّمت كثيراً لسفك الدماء الذي لم يلتزم بهدنة ولا يعرف رحمة في سوريا فكتبت.

ها نحن ننتخبُ ونُعطي المنتخبْ

ما لم ينلْ في شرقِ [آسيةٍ] وغربْ

نُعطي مكافأةً ونُكْسِبُ حظوة

من غير تأهيلٍ وحقٍّ مكتسبْ

ويحوز ذو الوجهين فينا منزلاً

لم يرْقَهُ من قبل من جدٍّ وأب

فنصيخ إذْ يحكي ولم نغضب ولا

ننهاه ما للذلِّ والصَّمت انتسبْ

ويجيء من يشكو بدون وجاهةٍ

مهما يكن لا لن يتمَّ له طلبْ

تتمذهبُ الأهواءُ في أيامنا

فلكلِّ حزبٍ – بالهوى - حتما- أربْ

يسمو بنا الإنصافُ قولاً والندى

ذكراًُ ليعجب من مهازلنا العجب

فنسير في درب الشِّقاق كأنَّه

دربٌ تخصَّصَ للعروبة والشَّغب

وكأنَّ عنْفَ الاختلاف ساحبةٌ

[دكنا] على غير ابن يعْرُبَ لم تصبْ

نتبادل الهجْماتِ لكنَّا على

بعضِ لقتلِ الصِّنوِ لم نخش العطب

ونرى الإبادة غايةً ليدوم ما

نرجوه من ظلمٍ إذا ما الشَّعبُ هبْ

يتآمرُ الطغيان بطشاً جائراً

أو ليس للمظلوم والأوَّاه ربْ؟

من قال إنَّا للتّخلُّف ننتمي

ونفى الغباءَ قد افترى أو قد كذب

نمشي أساليب الحضارة إنما

للخلفِ كيما نجذبَ الأنظار جذب

هذي حقيقتنا وهذا دأبنا

نحو التَّقدُّم منذ سمونا عربْ

إن يسألونا عن بواعث ضعفنا

سيجيبهم ما حلَّ فينا من نصبْ

لله من زمنٍ تولى ليتنا

نروي حكايته خلالاً لا نسبْ

جاء الهدى كالشمس يسطع هادياً

نحو الفلاح فكان للأوّاَهِ طبْ

فسما به من طبَّقوه شريعة

.. بلغوا به في عصرهمْ أعلى رتب

فتسيَّدوا وتعلَّموا وتقدَّموا

ولهمْ إذا ما هُوجِموا كان الغَلَب

هزموا اللياليَ حالكاتٍ فانتهى

لدغٌ طغى وتنفَّستْ منهم كُرَبْ

وتقزَّمتْ قامات من شاءوا الدجى

سيراً ونال الشركُ أسوأَ منقلب

لله دان العُرْبُ فاهتزَّتْ بهم

عُرُشٌ وأصبح كلُّ بُعْدٍ مقترب

لم ينحنوا للفرس خوفاً لا وما

للروم منهم من تجسَّس فاكتسب

ما أغرت الدنيا بزيف بريقها

قلباً لهم أو صيَّرَْتْ منهم ذنبْ

صفَّاً مضوا ليسودَ دينُ إلههم

فاستسهلوا صعباً وأمضوا ما وجب

كسبوا سعادتهم بهذي صحوة

فبنوا لهم من أجلِ تلك لهم سبب

فازدادتِ الأمثال من أفعالهم

ورأتْ بهم عينُ التَّأملِِ والعَجَب

بالاعتصام ولا سواه تمكَّنوا

في الأرضِ، من غير الإله لهم وهب؟

يا ليت ما كنَّا نقول: وإنما

متوحِّدين نقول: ها نحن العرب

أهلُ المروءة والكرامة والحمى

والفخرِ بالدّيِنِ الميسَّر والنَّسبْ

فإذا كبونا اليوم إنَّا في غدٍ

سنعيد ما شمختْ به تلك الحقب

إنَّا عرفنا سرَّ نكستِنا وما

به نحتمي وبه نردُّ الُمُغتَصَب

يا ليتنا يا ليت تصبحٌ واقعاً

يا حبذا لو سرَّ ما خلفَ الحُجُب

Dammas3@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة