مياسة بنت سلطان السويدي فنانة من جيل الشباب في مملكة البحرين عشقت ألوان الوطن ترابا وسماء وبحراً فأحالتها إلى لوحات جمعت من خلالها ملامح التقارب والتلاحم، يشكل الإنسان لديها هاجسا بكل ما يتعلق بحياته من هموم ومآس تمررها من عقلها الباطني نحو العقل الحاضر تعيد صياغتها وتشكلها برمزية متجددة لا تقل إتقاناً عمن سبقها من التشكيليين.
شاركت وساهمت في كثير من المناسبات التشكيلية في مملكة البحرين وخارجها، منها المعرض السنوي الثاني لفنانات البحرين برعاية نادين جاليري - البحرين ديسمبر 2012 معرض إيماءات داخلية - مشاركة بنصوص أدبية عن روح اللون أكتوبر 2012
الملتقى الإبداع الخليجي الثالث – الكويت مايو 2012، معرض فن الإبداع السعودي البحريني بعنوان «مملكتان في قلب» _ البحرين إبريل 2012 المعرض الثامن والثلاثون للفنون التشكيلية - متحف البحرين الوطني يناير 2012، معرض المرأة من أجل مستقبل أفضل - متحف البحرين الوطني مارس 2012، معرض بصمة 1 للطبعة الفنية لمجموعة من الفنانات العرب (مشاركة شعرية) - جمعية البحرين للفن المعاصر 2012، معرض قصة امرأة لفنانات البحرين - جاليري نادين للفنون مايو2011، معرض جمعية البحرين للفنون التشكيلية – مركز الفنون 2010، معرض مجموعة جمال الشباب – مجمع السيف التجاري 2009 معرض الفنون - جامعة البحرين 2009 اختيرت أربعة أعمال لأغلفة روايات عربية ودراسات نقدية بالتعاون مع دار نينوى للنشر.
فعاليات زاخرة بالعطاء
أشرفت على المرسم الحر في مخيم شروق السنوي للأطفال التابع للجمعية البحرينية للسكري – مدرسة الشيخة حصة للبنات 2012 ورش عمل (للطباعة Silk Screen) بإشراف الفنان أحمد إمام في دار البارح 2012 ورشة عمل (عبور الجسر في عتمة الليل) بإشراف الفنانة الأمريكية كارن جاندرسن - متحف البحرين الوطني2010 ورشة عمل (أقنعة وجمال الروح) بالتعاون مع متحف كاي برانلي الفرنسي - متحف البحرين الوطني 2009 ورشة عمل الحقيقة - دار البارح 2008 حاصلة على الجائزة الثانية في ملتقى الإبداع الخليجي الثالث في الكويت 2012.
حوار يكشف الكثير من تجربتها
ويسرنا عبر المجلة الثقافية أن نشارككم متابعة الحوار الذي أجراه الزميل جمال الياقوت مدير مكتب الجزيرة بالبحرين مع الفنانة مياسة بنت سلطان السويدي جاء على النحو التالي:
* لكل فنان بداية وتبدأ عادة موهبته بالظهور منذ الطفولة. هلا حدثتينا عن بداياتك الفنية؟
بدأت الرسم مثل أيّ طفلة تعشق عالم الألوان، يشكل لها اللون والمساحات البيضاء فضاء تحلق فيه بحرية، لكن بدايتي الحقيقة في عالم الفن التشكيلي كانت منذ سنوات معدودة في مرسم صديقة مقربة تحترف الفن، هناك كنت أتأمل لوحاتها وشعرت برغبة دفينه بمحاكاة تلك الألوان واقتحام الفضاء الأبيض للوحة، وكانت البداية حب استطلاع لهذا العالم الجميل حيث تخصصي الأكاديمي بعيد جداً عن الرسم لأني حاصلة على بكالوريوس رياضيات وحاسب آلي لكن بقي الرسم هواية محببة لقلبي.
* متى بدأت مرحلة الاحتراف؟
- لست محترفة للفن لكني هاوية وأنوي البقاء في التعامل مع الفن كهواية، فأنا لم أدرس الفنون لكني حضرت العديد من الدورات وورش العمل وشاركت في معارض مختلفة مما أكسبني بعض الخبرة في التعامل مع اللون واللوحة بشكل عام وما زال هناك الكثير لأتعلمه. أعتبر نفسي حرة في هذا المجال ولا أتقيد بمدرسة فنية معينة وقد يكون هذا ما يميز أعمالي فأنا أحاول دائماً أن أصل إلى شيء ما في داخلي، وأعبر عنه باللون والخطوط من خلال اللوحة.
* ما هو رأيك في الفنانات التشكيليات السعوديات واكتساحهن الحركة التشكيلية ومشاركتهم في المعارض لإثراء الحركة التشكيلية في المنطقة؟
- الفنانات السعوديات لهن بصمة مميزة وأنا معجبة بنشاطهن الواضح فليس غريباً أن ترى فنانة سعودية في المحافل الفنية والمعارض الكبيرة خصوصاً خارج السعودية وفي أي دورة أو معرض أحضره دائماً هناك تواجد مميز للسعوديات، وقد كان لي الشرف في مشاركة صاحبة السمو الملكي الأميرة أريج بنت تركي بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود وصاحبة السمو الملكي الأميرة غادة بنت مساعد بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود والفنانة التشكيلية منى القصبي في معرض «مملكتان في قلب» الذي أقيم في البحرين، الجدير بالذكر أن لي مشاركة في مهرجان الخليج الأول للفن المعاصر الذي سيقام في الرياض وأتطلع للتعرف على الفنانات السعوديات والاطلاع على تجربتهن عن قرب.
* المنافسة الشديدة بين الفنانات توحي إلى ما هو الأفضل فهل وجدت في نفسك المنافسة لإثبات الأجدر؟
- شخصياً أؤمن بمبدأ الوفرة، وأن هناك مجالاً يتسع للجميع فلكل شخص لمسته وإبداعه الخاص الذي يستطيع المشاركة به في المحافل الفنية، لا أرى داعياً أو تبريراً لتلك المنافسة التي قد تولد الغيرة والحسد بين الجميع لأن الحكم نسبي على الأعمال الفنية فما تراه أنت الأجمل قد يراه غيرك عادياً وهكذا، بالنسبة لي لم أدخل أي منافسة بين الفنانات لأن ما يحكمنا علاقة ود وصداقة، فأنا قد أمارس المنافسة بيني وبين نفسي لأحقق الأفضل على المستوى الشخصي الذي تمدني به إمكانياتي وقدراتي في دراسة التغيير والتطور على لوحاتي من خلال الممارسة ونتيجة للخبرة.
* هناك من يجعل في لوحته سراً يتركه لاكتشاف الناظر فهل تجدين في أعمالك غموضاً لاكتشافه؟
- المتلقي يستحق أن يتمتع بالعمل الفني فهو إبداع وجمال ومن حقه أن يتفاعل مع اللوحة كيفما يشاء، وقد يكون الاستمتاع للبعض في كشف غموض بعض اللوحات وهنا يأتي دور الكتابة، فأنا غالباً أكتب بضعة سطور عن لوحاتي تعبر عنها وعن ألوانها وإحساسي حين رسمتها لكن تلك الكلمات قد لا يقرأها ولا يطلع عليها إلا من يسأل عنها فهي لا تعرض مع اللوحات إنما أحتفظ فيها في بداية العمل الفني لأركز على فكرة معينة.
* حدثينا عن تجربتك في الكتابة المصاحبة للمعارض الفنية؟
- كانت مشاركتي النصية الأولى صدفة حين اطلعت على كتاباتي إحدى الصديقات وهي تحضر لمعرض خاص وطلبت مني إرفاق بعض النصوص كمقدمة لكتيب يصاحب أعمالها، لكن مؤخراً استعانت بي إحدى الفنانات التشكيليات للكتابة على لوحاتها التجريدية لتسهيل الفهم على المتلقي ليستوعب الأحاسيس في اللوحة والمكونة من ألوان متداخلة تعبر عن إيماءات داخلية، وقد حاولت صياغتها ومحاورة روح اللون في اللوحة وكانت تجربة شيقة سعدت بها ولاقت استحساناً من الجمهور. ولي مشاركة جديدة مع الفنان القطري المتميز علي حسن في الكتابة عن معرضه الجميل خيول الصحراء التي هي قيد الإعداد حالياً.
* هناك من يجد في ريشته بأنها تتجه في أعماله الفنية ما تريد، فهل وجدت ذلك في ريشتك تبحر في قبة البحور أو في مد وجزر؟
- ريشتي حرة، دائماً كنت أحرص أن أكون حرة وأنا أرسم ولا أقيد نفسي بآراء الآخرين لهذا فهي تتبع هوى إحساسي فقط وأستفيد من الانتقاد وتوجيه ممن سبقوني في المجال وأجرب تقنيات جديدة بنفسي، فأنا أحب الرسم لذاته لا من أجل الشهرة والعرض ولا من أجل التجارة. فأنا أجد في الرسم سعادة لا أستطيع أن أصفها...
* الصحافة هي مرآة عاكسة عن أعمال الفنانة؟ كيف ترين دعم الصحافة في إبراز الوجه الصحيح لأعمال الفنانة؟ وهل هناك نواقص في صحافتنا؟
- لا أرى تقصيراً من جانب الصحافة حيث الحضور مكثف في المعارض لتغطية الافتتاح في غالبية المعارض، وتغطيتهم تكون توثيقاً لتلك الأحداث، لكن بعض المقابلات تكون أسئلتها مكررة فلا يكون هناك مجال للقارئ أن يتعرف على الشخصية الحقيقية للفنان بسبب سطحية الأسئلة. لكن الصحافي المتميز هو الذي يستطيع اكتشاف واستيعاب شخصية الفنان من خلال حواره ليكتشف جوانب أخرى مختلفة تهم القارئ.
* من هو مثلك الأعلى؟ وما هي اللوحة التي تمنيت أنها من أعمالك؟
- مثلي الأعلى هو كل فنان استطاع أن يوصل إحساسه من خلال اللوحة، فاللوحة تتحدث بألوانها, وليس هناك لوحة محددة تمنيت لو أنها من أعمالي لأنها لا بد أن تحمل روح صاحبها وهي بالتأكيد كانت جميلة لأنها صادقة ممن رسمها.
* هناك من يدعي أننا في تقدم مستمر، ووصل بفنه إلى الأعلى بينما العكس ولا يوجد من أحد يأخذ بيد الفنان ليرتقي، تعليقك على ذلك؟
- أرى أن التقدم حاصل ولا بد أن هناك من يأخذ بيد الفنان حيث عمل من سبقونا ووجودهم كاف لنحذو حذوهم والانطلاق من حيث انتهوا، وأرى أن الارتقاء يأتي بمجهود الفنان وليس بالاعتماد والانتظار أن ياخذ أحد بيدنا. فعلى الفنان أن يعمل بجد ويتعلم ويسعى في المشاركات التي تزيد من خبرته والاطلاع على الأعمال الخارجية وأن لا ينتظر ويلوم الجهات المسؤولة إنها لا تأخذ بيده ولا توفر له الفرص فأنا لا أحب الاتكالية وأؤمن بالعمل الجاد المجتهد في كل المجالات وما الفن إلا أحد هذه المجالات.
* من وجهة نظرك هل هناك عوامل أثرت في عدم الارتقاء بالحركة التشكيلية من العربية إلى العالمية؟
- الحركة التشكيلية العربية في تطور مستمر، وقد وصلت الأعمال العربية إلى العالمية. وأرى نشاطاً واضحاً بالاهتمام بالفن في كل دول الخليج تقريباً والأدلة على ذلك كثيرة من حولنا.
monif@hotmail.com