يقول لي:
إني خرجت مهاجراً
من ربقةِِ العدمِ المميتِ، إلى الحياة الفائرةْ
وولدتُ حراً، لا تكبلني القيودُ الجائرةْ
وطرقت أبوابَ المسافات التي:
تفضي إلى كل الدروبْ
وتشيرُ نحو المبهمات من الغيوبْ
ونصبتُ خيمةَ غُربتي..
بين الفجاج الحائرةْ
تجتازُني، كلُ الركابِ الدالفاتِ..
إلى المشارق والمغاربْ
الماضيات إلى... لا أين أين
إلى المتاهات الغياهب
تعوي رياحُ فجاجِها
منذُ بدايات الدهورْ
في كل وادٍ أعولت
في كل منعرجٍ... تثور
هل غربتي قدرٌ،
على إنسان هذا العصر؟
أم إنها، هي غربةُ الإنسان في كل العصور؟!.
ويقولُ لي:
لمعتْ بمنعرج اللوى
نارُ الأحبةِ..
أومَضَتْ للعاشقين
فمَضيتُ أمشي، ثم أمشي،
ثم أمشي
متباطئاً في الدرب، يدفعُني الحنين
متأبطاً، كلَ اشتهاءات ِالأماني
واختلاجاتِ الأسى... في العابرين
فتدفقتْ أنهارُ روحي .. والتقتْ
عند انبجاسات الضياء
في غُربة المتحيرين ..
ما بين زهرِ العشقْ
وبينَ أشواكِ الرغائبْ
في كل سهلٍ فدفدٍ
وفي انحناءات المساربْ.
أوقفتُ ركبي، بين وهجِ الوجد..
وبين حمئاتٍ وطين.
استعملُ الرفقَ المضمخَ بالرضا
وبالوعود العاطرة ْ
فاخترتُ توقَ الروحِ.. حين َتوشحتْ
بالذكريات الناطرةْ.
إني على الشرفات أرتقبُ الرجا
وأشيحُ وجهي، عن كآبات السنين
إني يلملمُني مغيبُ الشمس
وينثُرني، حِداءُ المُشْرِقِين
خيلي تقطعُ غُربتي
ما بين حمحمة الهوى
وصهيلِ أشواقي الدفين..
أتُرانيْ أمضي مثقلاً
برضا التفاني..
وهَناءةِ اللقيا، وأفراحِ التداني
أم هل تُرى روحي... تظلُ مهاجرةْ؟.
من ديوان/ رسالة إلى عمر الخيام - تحت الطبع
@solimanalateeq
- حائل