Culture Magazine Thursday  26/04/2012 G Issue 371
فضاءات
الخميس 5 ,جمادى الآخر 1433   العدد  371
 
ذكرياتي.. معهم
الأديب: علي خضران
د. حمد الزيد

 

عرفت هذا الأديب في الطائف في سن مبكرة من حياتي، وقد قابلته لأول مرة مع ابن عمي (إبراهيم) في أحد الشوارع، وكان شاباً حبوباً مشعاً بالنضارة والفتوة، ويبدو أكبر مني، وعندما عرّفني عليه ابن العم كنت قد قرأت له مقالات قصيرة في بعض الصحف المحلية وفي مجلة المنهل في عهد صاحبها المرحوم: عبد القدوس الأنصاري، وهي من أقدم المجلات الأدبية السعودية وتصدر في مدينة جدة للآن.

ومرت سنوات لم أره فيها، وفوجئت به معنا في اللجنة التأسيسية لنادي الطائف الأدبي، مطلع عام 1395م، وكان يبدو في الأربعين من عمره، هادئ الطبع، ودوداً، لا تملك إلا أن تحبه، وتميل إلى رفقته، وتعجب بشخصيته الهادئة ذات المسحة المحافظة، والسمت الظاهر.

وبعد قيام النادي أصبحنا زملاء ثم أصدقاء، ودخل مجلس الإدارة وبقي فيه لسنوات طويلة، أدى فيه عمله الأدبي والإداري، بكل تفان وإخلاص ونزاهة، بل كان محبوباً من الجميع، ولم يدخل حسب علمي في عداوة أو عراك مع أحد، مما جعلني أراه أديباً متكاملاً، جمع بين أدب النفس وأدب الدرس، وأحببته ولم أزل، وصرت أدعوه إلى بيتي في (قروى) كلما جاءت مناسبة، فكان يلبي دعوتي، ويبادلني طوال هذه السنوات الطوال مشاعر الود والاحترام.

وهكذا.. فالأرواح جنود مجندة.. تتآلف أو تختلف.

وأديبنا يعتبر من أدباء الطائف، ولو أنه ولد في قرية (العرضية) الجنوبية ببلاد بلقرن عام 1358هـ، وكان طوال عمره موظفاً حكومياً حتى تقاعده، وقد زرته لعدة مرات في مكتبه بتعليم البنات بالطائف وهو في وظيفة قيادية، فكان يستقبلني دائماً بالبشر والحفاوة.

كتب أديبنا الموهوب في الأدب والقضايا الاجتماعية والإنسانية، وجمع ثقافة منوعة، ونشر المئات من المقالات، وأصدر عدداً من الكتب والمؤلفات منها: (صور من المجتمع والحياة) عام 1397هـ وهو من بواكير إنتاجه وكتاب: قراءات عابرة، ومن أدباء الطائف المعاصرين (طبعتان)، وله شعر وقصة ودراسات أدبية لم تنشر.

وكلما أزور الطائف..الذي فارقته مكرهاً.. كما يفارق الخل خليله، والصديق صديقه، أمرّ عليه في مكتبه بنادي الطائف الذي أصبح أدبياً ثقافياً بعد تطويره الأخير، وتولى فيه الأستاذ علي نائب الرئيس، فأجد هذا الإنسان الفاضل لم يتغيّر، إلا أنه بدأ يكبر ويشيخ؟! وقد قام مشكوراً مع إدارة النادي بتكريمي عام 1431هـ في فعالية الخيمة الثقافية التي يشرف عليها، وانتقل لقاءنا إلى قاعة المحاضرات فتحوّلت تلك الليلة الجميلة، إلى أمسية شعرية وحفلة تكريم بمشاركة صديقنا الأثير رئيس النادي (الكاتب والأديب: حماد السالمي) وقدما لي بمشاركة الزملاء درعاً تكريمياً، وأحسنا الاستقبال والتوديع.

وهكذا يكون الوفاء بين الإخوة الزملاء وعصبة الأدباء.

كما أن الأستاذ علي أورد ترجمتي في كتابه الآنف الذكر في طبعتيه، مع الكوكبة المتألقة من أدباء الطائف المعاصرين.

جدة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة