Culture Magazine Thursday  20/12/2012 G Issue 390
الثقافة الرقمية
الخميس 7 ,صفر 1434   العدد  390
 
بينما تشهد مواقع الكتب تطوّراً ملحوظاً
مواقع التواصل الاجتماعي شجّعت القراءة وسهّلت التواصل

 

تلعب الشبكات الاجتماعية دوراً كبيراً في حياتنا هذه الأيام، وأصبح التواصل عن طريقها هو أهم وأكثر أنواع التواصل استمرارية. بهذه المقدّمة بدأت المدوّنة وعضوة نادي القراءة الجماعية ابتسام المقرن حديثها عن «القراءة عبر الشبكات الاجتماعية» في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأضافت أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعية جعل لها تأثيراً كبيراً على مجريات الحياة سواءً على صعيد سياسي أو مجتمعي (حملات تطوعية) وغيرها، أو حتى على صعيد شخصي من حيث الالتقاء بأشخاص لهم نفس الاهتمامات ويتشاركون نفس الميول سواء كانت تقنية أو قرائية وغيرها. والقراء ليسوا بعيدين عن هذا العالم التقني، بل يشكّلون جزءاً منه، وكتبهم التي يقرؤونها تساهم في إثراء محتويات هذه الشبكات الاجتماعية التي تستقبل مادتها من مستخدميها. وذكرت أن عدد الشبكات الاجتماعية بلغ 1600 شبكة اجتماعية أشهرها حوالي 22 شبكة وأكثرها استخداماً الفيسبوك وتويتر، وأضافت أن من مزايا هذه الشبكات أن المنضم لها يستطيع اختيار عالمه، ومجتمعه الافتراضي وفقاً لميوله ورغباته، سواء كان يبحث عن أشخاص يشاركونه الاهتمامات ذاتها أو كان يبحث ويستكشف آراء الآخرين في قضية تهمه وافقهم فيها أم خالفهم. وتطرّقت لتسارع تطور تقنيات القراءة، في الوقت الذي ما يزال البعض فيه يتساءل أيهما أفضل الكتب الورقية أم الإلكترونية؟ تعدّى الآخرون إلى مرحلة الكتاب التفاعلي؛ والذي يمكن خلاله قراءة كتاب واحد قراءة مشتركة بحيث يتمكن كل مشارك في قراءة هذا الكتاب معرفة الصفحة التي توقف عندها قارئ آخر له، ومعرفة الجملة التي أثارت اهتمامه، ووضع تحتها إشارة، ونحو ذلك. وأبدت أسفها لعدم انتشار الخدمة حتى الآن ولعدم توفّرها باللغة العربية.

وذكرت المقرن أنّ موقع الفيسبوك يوجد فيه فئات مختلفة من المجتمع، ولهم عدة اهتمامات، قد يكون من بينها القراءة، لذا نجد البعض ينشئ مجموعات للقراءة الجماعية، وتكون أشبه بنوادي قراءة إلكترونية، بحيث يمكن الاتفاق على قراءة كتاب معين. بالإضافة إلى أن بعض المكتبات ودور النشر لها حسابات في الفيسبوك، حيث تعلن عن إصداراتها بشكل دوري، وعن قراءات لكتبها في الصحف، وكذلك الحال بالنسبة لتويتر، حيث يمكن الدخول في مجموعات قراءة جماعية، عن طريق تجميع التغريدات (الرسائل) فيما يعرف بالهاشتاق. ثمّ عرّجت على بعض النماذج التي توجد في تويتر وتشجّع على القراءة، مثل حساب أصدقاء القراءة، ماذا تقرأ، والقراءة الجماعية وغيرها. كما أشارت إلى إمكانية إنشاء «هاشتاق» لأي كتاب تتم قراءته والنقاش حوله ووضع بعض الاقتباسات منه أو تصوير صفحاته. واستدركت أن من عيوب هذه الطريقة أنها غير عملية، حيث إن تويتر لا يمكن أرشفته والرجوع إلى ما كتب في «هاشتاق» سابق. لذلك اتجه القرّاء إلى شبكة اجتماعية خاصة بهم، وهي Goodreads الشبكة الاجتماعية الأولى لمحبي القراءة حول العالم، يتبادلون فيها التوصيات والآراء، ويتابعون من خلالها تحديثات الأصدقاء وقراءاتهم ونوعية الكتب التي يقرؤونها، ويطرحون الآراء المتنوعة حول الكتب والكتاب ثم يناقشونها في مجموعات، كما توجد هناك خدمة البحث عن الكتب الجديدة، وإضافة الكتب للموقع.

يقول أوتس شاندلر صاحب الموقع: عندما كنت في الصف الثاني اكتشفت سلسلة ممتعة من الكتب، ومنذ ذلك الحين أحببت القراءة، خصوصاً كتب تطوير الذهن والكتب المرحة، وحين أريد أن أختار كتاباً، أذهب لسؤال أحد أصدقائي أو غيرهم من الأشخاص الذين أقابلهم في حياتي، وقد أبحث عن أكثر الكتب مبيعاً وأكثرها قراءة. فتخيّلت أني أقوم ببناء موقعي على الإنترنت، ومرّت الأيام وأصبحت أطلّع على كتب أصدقائي وأنتقل بين أرففهم بسهولة. وحين انتهى أوتيس شاندلر من بناء موقعه قال: «المعرفة هي القوة، والقوة أفضل ما نشاركه مع أصدقائنا».

وعدّدت ابتسام المقرن مزايا موقع قودريدز؛ منها أن المستخدم يمكنه البحث عن أي كتاب ومعرفة كل تفاصيله؛ اسم المؤلف ودار النشر وطباعته وعدد الصفحات وشكل الغلاف، ويستطيع البحث عن الكتاب الذي يريد إضافته إلى قائمة كتبه سواء من خلال قودريدز أو من خلال مواقع بيع الكتب مثل أمازون، وبارنز آند نوبل.، ويمكنه تحديد حالة كل كتاب، بأن يؤشر على خيارات (قرأته «أقرؤه حالياً» أنوي قراءته مستقبلاً)، ويمكنه أيضاً إضافة الأصدقاء ومعرفة قراءاتهم، وآرائهم وتقييمهم للكتب، ويستطيع بعد فترة أن يحدّد أي السنوات قرأ فيها بشكل جيد والسنوات التي كانت قراءاته فيها ضعيفة، وبإمكانه الاستفادة من رأي أحد أصدقائه في قراءة كتاب ما، والاستفادة أيضاً من التعليقات المصاحبة للكتاب، ومثله كمثل كل المواقع الاجتماعية، يستطيع دعوة الأصدقاء من الياهو، والهوتميل، والفيسبوك، وغيرها. وبإمكان المشترك في الموقع أن يسجّل نفسه محرراً في الموقع، وبعد الحصول على الموافقة يستطيع تحرير الكتب المضافة من قِبل روّاد الموقع، وإضافة كتب جديدة، ورفع أغلفة الكتب.

ويوفّر الموقع خاصية «المجموعات» مثل الفيسبوك ليتشارك أصحاب الاهتمام الواحد الأفكار والنشاطات والمناسبات، ويتيح لمستخدميه إضافة نافذة مختصرة لمدوناتهم أو مواقعهم مما يمكّن الزائر من التعرف على جديد ما يقرؤه غيره، ومن ثم مشاركته الاهتمام بالقراءة، ويمكنهم أيضاً يمكنك عمل قوائم بالكتب وفقاً لرغباتهم، وفي الموقع تسمى القائمة «رف» فيمكن مثلاً عمل رف للكتب التي ندم المستخدم على قراءتها أو لم يكمل قراءتها، أو التي ينوي شراءها. وذكرت أن من أبرز عيوبه عدم دعم اللغة العربية رغم أنه بالإمكان إضافة الكتب بجميع اللغات. واستعرضت إحصائيات عن الموقع منها أن عدد أعضاء الموقع بلغوا أكثر من خمسة ملايين وستمائة ألف مشترك، وأضافوا أكثر من مائة وثمانين كتاباً، كما أنه متوفر كتطبيق على الهواتف الذكية وأجهزة التابلت.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة