Culture Magazine Thursday  15/11/2012 G Issue 385
عدد خاص
الخميس 01 ,محرم 1434   العدد  385
 
النابغة الفيصل
د. مها السنان

 

زياد بن معاوية شاعر يعرفه الجميع باسم «النابغة الذبياني» لُقب بهذا اللقب لأنه أبدع في كتابة الشعر في مرحلة معينة من حياته. وكثير منا يستخدم أسلوب التشبيه بالذبياني لمن لم تظهر مواهبه أو إبداعاته سوى في مرحلة متأخرة. أما الأمير خالد الفيصل «النابغة» فقد أطربنا بكلماته منذ وعينا على صوت محمد عبده، كما يشارك بشكل أو بآخر وباستحياء في بعض الأحيان بأعماله التصويرية، إلا أن نبوغه ربما ظهر في مجال نشر الأنشطة الثقافية، والتي بدأت حين كان أميرا لمنطقة عسير من خلال قرية المفتاحة، التي يرى البعض أنها أساس ومهد مجموعة «حافة الصحراء»، بل يدين الكثير من فناني المنطقة لتلك القرية التشكيلية الثقافية في نشأتهم وصقل مواهبهم.

ترك الفيصل عسير وركب عراكا سياسيا أبعده عن مواهبة الفنية إلى حد ما، ولكنه عاد بنبوغ له امتداد لفعله في عسير، هذا العمل لا يخصه وحده كشاعر ورسام، بل كمبدع في الحراك الثقافي للدولة، من خلال العودة إلى التاريخ والموروث «الذي نسيه البعض»، وإعادة إحياء مهرجان ثقافي عربي أصيل، ولكن بنكهة «سعودية» معاصرة.

هذا هو النبوغ الذي يحتاجه حراكنا الثقافي بشكل عام، وتراثنا البصري الحرفي وصناعتنا التقليدية وفنوننا البصرية على وجه الخصوص، فلم يكتفي بقالب «سمعي» متمثلا في الشعر كما كان عكاظ، بل أضاف له جميع الفنون التي يمارسها ساكن هذه الأرض الطيبة اليوم، والذي أصبح إنسانا «مدني» ولم يعد بدويا متنقلا لا يحمل معه سوى ما يحفظه من أبيات شعر ربما سمعها أثناء حضور «سوق عكاظ».

* أكاديمية وفنانة تشكيلية
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7816 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة