Culture Magazine Thursday  15/11/2012 G Issue 385
عدد خاص
الخميس 01 ,محرم 1434   العدد  385
 
له في كلّ مجال باع
عبدالله الخطابي *

 

بعض مما أعرفه عن الجوانب الفكرية والثقافية عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود «خالد الفيصل»:

حقيقة... من الصعوبة بمكان الحديث عن هامة سامقة... مثل صاحب السمو الملكي الأمير «خالد الفيصل»... فهو كما يقال: أشهر من نار على علم... وحديثي هذا ليس شهادة في شخص الأمير خالد... فهو أكبر من ذلك...إنه أمير للشعر والثقافة والفكر والإداري المخضرم والمحاور والمتحدث اللبق والمنصت والمستمع الجيد وصاحب الاطلاع الواسع... فإن أردت أن أشهد لسموه.. فلن أفعل.. فشهادتي في سموه الكريم كما قال سموه « مجروحة « لكن أتشرف بأن أقول وأدلي ببعض ما عرفته عن سموه الكريم:

«اولاً: ما في نفسي لسموه ليس إعجاباً مؤقتا أو عارضاً إنما هو معرفة جيدة عن قرب بسموه الكريم.

ثانياً: عن أناس يعرفونه عن قرب أكثر.. فما أقوله عن شخص سموه الكريم نظرة تلميذ استفاد من معلمه في أكاديمية قلَّ أن يوجد مثلها هذا الزمان الذي أصبح كل شخص يقول نفسي نفسي ويحب الظهور... إلا من رحم الله. ولكن حديثي هنا حديث من يعرف بعض الجوانب من شخصية هذا الأمير المبدع... وهنا أريد ان أستعير عبارة قالها في سمو الأمير خالد الفيصل سعادة الشيخ صالح كامل عندما سئل في مناسبة حضرها، وكانت على شرف سمو الأمير... قال: «في كل يوم تكتشف أن لخالد الفيصل في كل مجال باع كبير»... وقد صدق الشيخ صالح كامل في هذه العبارة المعبرة عن شخصية هذا الأمير فمما يتميز به صفات منها « لغته العربية الفصحى.. كتابة ونطقا.. ويظهر ذلك في أحاديثه ومقالاته ومداخلاته ولقاءاته وخطاباته.. حتى حديثه في مجالسه المختلفة سواء التخصصية والعامة.. والتي يعتبرها كثير منا مجالس يجوز فيها الخوض بالعامية أو الحديث كيفما اتفق.. والأجمل في هذه المجالس ان سموه كثيراً ما يصحح العبارة أو الكلمة لمن يتحدث معه بطريقة محببة إلى نفس المصحح له. ومما يتميز به سموه انه يحب العمل الجماعي وإشراك أكبر عدد ممكن من أهل الاختصاص... وكثير ما يقوم بفكرة ذلك العمل والإعداد له والاهتمام بأدق التفاصيل فيه ويهيئ له كل أسباب النجاح ثم ينسب تلك النتيجة وذلك النجاح لمن عمل تحت امرته ومن شارك في ذلك العمل... سواء من القطاع الحكومي او القطاع الخاص... حتى أنه يسمي بعض الأسماء وينسب لها ذلك النجاح أو القدر الأكبر منه.

والأمير خالد الفيصل... خدم الثقافة والفكر والادب والمجال الانساني على كافة المجالات العالمي منها والعربي والخليجي والمحلي الداخلي.. ففي المجال العالمي كان ذلك عن طريق جائزة الملك فيصل العالمية التي ذاع ذكرها وأصبحت منافسة للجوائز العالمية التي سبقتها بسنوات طويلة.. وواقع هذه الجائزة يشهد بذلك. وفي المجال العربي عمل على أن توجد هذه المؤسسة وفعلاً وجدت مؤسسة الفكرالعربي والتي تهتم بالفكر في الوطن العربي دون التطرق للسياسة، وقد جمع سموه تحت سقف واحد السياسي والمفكر والذي كان من سابع المستحيلات أن يجتمعوا.. فجمع بذلك السياسي والمفكر والشباب من الجنسين، واهتم من خلال ذلك باللغة العربية والتي كادت ان تندثر او تضعف عند كثير من شعوبنا العربية «للأسف الشديد».

وفي نطاق الخليج العربي اهتم سموه بجمع أهم مكونات منطقة الخليج وهم الشباب، وذلك عندما كان مسئولا عن رعاية الشباب، فأوجد لهم دورة الخليج العربي.. تجمع كل دول مجلس التعاون الخليجي... والتي استمرت حتى الآن، بل أصبحت تنافس كثيرا من التجمعات الشبابية والرياضة العالمية وقبلها هو من أوجد الجانب الثقافي والاجتماعي في شعار الأندية الرياضية، وفعل ذلك على الأرض ودعمها مادياً ومعنوياً بتشجيع سموه لهذه الأندية الرياضية في هذا المجال «الثقافي والاجتماعي».

وعلى مستوى المملكة العربية السعودية أوجد للثقافة والأدب والفكر عدة منافذ سواء في منطقة عسير عندما كان أميراً لها لأكثر من ثلاثة عقود، أو الآن وهو أمير لمنطقة مكة المكرمة.

أخيراً... ستكون ثقافتنا العربية بخير برعاية رجال من أمة العرب أمثال سمو الأمير خالد الفيصل... حفظه الله تعالى.

* جدة - كاتب ومستشار إعلامي

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة