في ظل عدم الاكتفاء الذاتي من حيث قاعات عرض الفنون التشكيلية المحلية وانعدام المتاحف الفنية، إلى جانب الندرة في وجود أعمال معاصرة حقيقية كافية تعرض على أرض الوطن فأغلبها مهاجر بعيداً، فإن خيار السفر هو الحل لإرواء عطش ممارسي ومحبي الفنون التشكيلية، ألتقي بعدد من الفنانات الشابات يشتكين من قلة الموارد الذهنية والتفاعلية هنا، البعض منهن أتيحت له فرصة السفر والبعض الآخر لازال يحاول، ماذا لو قامت الوزارة بتخصيص جوائز نوعية مستحدثة عبر مسابقاتها ومعارضها، كعمل زيارات جماعية للمشاركين والمشاركات يتم تنظيمها سنوياً إلى وجهات متعددة حول العالم، يتم انتقاء مجموعات وتتاح الفرصة للكل فلا تكون مقتصرة على بعض الأسماء. ماذا لو تضمنت برامج الوزارة أيضاً رحلات للموهبين الصغار إلى بعض المدن المشهورة بالفن يلتحقون خلال فترة أسبوعين مثلاً بورش عمل على أيدي أصحاب الخبرات الفنية ولاسيما أوروبا، المتابع للساحة المحلية يدرك كم هي بطيئة في تطورها واستحداث الجديد والفريد على مستوى العالم، الساحة يخنقها الروتين وتسودها الكثير من العلاقات المتوترة، في ظل انطفاء شمعة الأمل «جسفت» -ندعو الله أن يكون مؤقتا- أصبح الوضع متراجعاً للوراء، لتبرز المحاولات الفردية سواء في القاعات الخاصة أو في حضور الفنان بأعماله بشكل فردي، السوق المحلية في الفنون التشكيلية لاتشجع المستثمر الأجنبي على الحضور وتقديم خدماته هنا، كما أن خيار الابتعاث في مجال الفنون ليس معتمداً في التعليم العالي لدينا، هنا فإن إيجاد الحلول المؤقتة التي ذكرت بعض منها؛ بات أمرا حتميا في الوقت الراهن الذي بدأت ألحظ فيه أسلوب الفنان المحلي الواحد ينتقل كالعدوى إلى زميله أو زميلته المتأثرين به دون أن يكون للمشرفين على المعارض أي دور في لفت الانتباه والتوجيه.