حينما يكون عالم الدين وحامل لواء الشريعة مشغوفا بالمادة ومهووسا بالجاه وبتكثيف موارد المكتسبات الذاتية فإنه لاشك سيفقد قدرا كبيرا من طلاقته وستضمرحياديته على نحو يعرّض رؤيته لدرجة عالية من التشويه وبالتالي يفقد الأدوات التي تجعل منه جديرا بوصف عالم, أولقب شيخ كما هواللقب المألوف عربيا.
حينما يضمرالحس التوحيدي الذي قوامه الإخلاص وحينماتكون المصلحة الشخصية هي المحرك الجوهري لتحركات الشيخ كماهوحال الشيخ الشبيح (محمد البوطي)الذي لايفتأ يتأبط مصالحه الذاتية حتى ولو كان الثمن السقوط في فخ هذاالسلوك التزويري المشوه لحقيقة الدين! ولايهون سيئ الذكر المفتي(احمد حسون)الذي يقوم بممارسات غيردينية إنها ليست من الدين في شيء حتى ولواستمات في التلبس ببعض ملامح التدين,إنها ملامح لاتعدو أن تكون خداعا تزييفيا للعب على الذقون يتم استصحابها باسم الدين والدين منها براء!
حينما يكون الشيخ كذلك فإنه يبيع دينه بحطام من الدنيا وبالتالي يفقد الإتجاه ويتيه في فضاء المادة,إنه يتحول إلى مجرد بوقٍ مُنتن وأسهل ماعليه أن يكون أجيراًلنظام سياسي بالغ الطاغوتية وهوماأتقن أداءه الشيخ البوطي وباقتدار مهني لافت حيث استحال إلى أداة قمعية ضد هذاالشعب المسحوق من جهة, وسجل نجاحا منقطع النظيرفي التطبيل لهذاالنظام البعثي الذي بلغ في الفساد منتهاه من جهة أخرى.
كان من الأولى للبوطي وهوالذي تدثر بلبوس المشيخة ردحا طويلا من الزمن! كان من الخليق به لوحسب خطواته بدقة أن لا يبالغ في مسايرة المستبد وأن لايضع كل بيضه في سلة واحدة باتت تلفظ أنفاسهاالأخيرة, وقد كان التأني والتؤدة والتعقل وعدم الاندفاع الأهوج في ممارسة هذا المدح الممجوج هو الخيارالأحكم والأسلم الذي لم يوفق البوطي إلى الصيررة إلى معانقته ويبدوأن الانتفاضات الشعبية والثورات المحتدمة تأخذ المرء على غرة فتبعثر الأوراق وتشتت الحسابات ولا تتيح فرصة لمراوحة الرأي إنهالايمكن أن تدع قناعا إلاهتكته وعرّت صاحبه ليبدو أمام الملأ بحقيقته السافرة إنها تفوت الفرصة على محترفي التلون إذليس بمقدورأحدهم أن يستصحب أكثرمن وجه وهذا هو ماورّط الشيخ البوطي واستعجله ليحسم أمره ولكن بالاتجاه الخطأليقف على نحومضاد ومُعادٍ لهذاالشعب الأبي الذي لايطالب فقط إلاباسترداد حريته المسلوبة ولذلك مضى حاملا روحه بين كفيه لينازل أشرس نظام قمعي على مدارالتاريخ.
حينما يخون الشيخ أمانته وتهون عليه نفسه الأمارة فإنه يتحول إلى شحاذ لايكف عن التسول,إنه يتمرغ في وحل الخيانة وبالتالي يبدأ يفكربطريقة تجارية محظة تحسب موازين الربح والخسارة وتتحسس اتجاهات الريح وهوفي سبيل ذلك لايجد أدنى غظاظة في أن يبيع دينه مقابل أن يتقاضى ولوحفنة من دريهمات زهيدة فضلا عن مبالغ طائلة يتضخم مقدارها وتأخذ منحى تصاعدي كلماأمعن الشيخ/الشبيح في التطبيل والتظليل والاستخفاف بمشاعرالرأي العام ومخادعة الجماهير الغافلة التي هي من صنعته قبلاً وخلعت عليه ألقاب النجومية قبل أن يقلب لها ظهر مِجَنه ويصبح لعبة بيد طاغوت سلبها أكبرمقومات الطمأنينة والهناء.
Abdalla_2015@hotmail.com
- بريدة