استضافت جماعة الفنون التشكيلية بالقطيف واحدا من أهم المعارض التي شهدتها المنطقة الشرقية، بين الفنان عبدالستار الموسى وهو من مواليد الأحساء 1974م، وزوجته نتاليا وهي من مواليد روسيا 1957م.

تُبدي أعمال عبدالستار الموسى الكرافيكية قدرة في تحقيق الصيغة والشخصية الفنية التي وجه محتواها إلى بيئته الأقدم في الأحساء، فالأعمال التي عرضها كانت تحمل روحاً محلية لأناس يُلهون أنفسهم في المقاهي أو يعملون في البحر أو نساء يعشن حياتهن، فرحاً أو حزناً، هناك علاقة تتكئ عليها الأعمال بين الظل والنور ومستوى تقني عال، وتحقيق للحركة التي تتميز بها الأعمال، هناك طاقة وهناك حيوية في كل عمل، وكان الزميل أحمد سماحة تحدث عن الفنانة (نتاليا) بالعودة إلى النتاجات الروسية وشخصيتها الفنية المتأثرة بها؛ فقد أعاد إلى الأذهان منابع الفن الروسي وبعض أسمائه وتناول أيضا بعض التحليل الخاص بشخصية الفنانة التي وصفها بالقلقة.

جاء حديث الفنان عبدالستار الموسى في الأمسية التي نظمت آخر أيام المعرض عن تجربته الروسية أهم، وبشيء من الإثارة والألم تحدث عن معاناته لأعوام؛ حتى كسب اعتراف أساتذته الروس، فهو ذهب ليدرس الطب ولكنه وبعد أكثر من عام تحول إلى الفن ليعيش مرارة القبول من قبل معلمي الأكاديمية الأشداء الذين لم يقبلوا أعماله في البداية، أو كان قبولا محدودا، إلا أن الفنان وبالصدفة يطرح تجارب اختبارية في نهاية العام للفتت نظر بعض معلميه ليوجهوا بالتأكيد عليها، وبالإضافة إلى الحالة الفنية التي سار عليها الموسى وهو يتوجه للاستفادة من معطيات الكرتون في الطباعة فإنه احتفظ ببعض الأسرار لنفسه وهو مسلك لعدد من الفنانين الروس الذي يحققون نتائج مختلفة لكنه أيضا يعترف بتناول بعض زملائه للطباعة على الكرتون ولكن بنتائج قليلة ولم تتواصل.

الأمسية شارك فيها الزميلان أحمد سماحة ويوسف شغري، وأدارها الفنان عبدالعظيم شلي. بدأت بالإشادة بتجربة المعرض، وبلغته الأدبية امتدح شلي مسيرة (عبدالستار ونتاليا) مؤكدا على أهمية الاستفادة من خبراتهما.

وكان شغري استهل الحديث بالعودة إلى النتاجات الروسية في الآداب والفنون وراجعا إلى الحالة التعليمية المغايرة التي تلقاها الفنان في روسيا.