يتصور للبعض من خلال النظرة الأولى للعنوان أن المعني بالمنطقة الدافئة هي تلك المنطقة الجغرافية، التي تتميز بأن هواءها دافئ، وبالتالي تتميز المنطقة ككل بجو دافئ مقارنة بغيرها من المناطق الأخرى؛ كمنطقة خط الاستواء مثلاً، وهذا ما لا أعنيه هنا وبعيد عما أتحدث عنه بعداً كبيراً..
وأقصد أنا هنا بالمنطقة الدافئة العلاقة بين الرجل والمرأة (زوجته)، وهي منطقة تختلف من رجل لآخر، ومن امرأة لأخرى، ما تكون عند هذا دافئة تكون عند آخر باردة، وربما تكون متجمدة.. هناك من يعزي المنطقة الدافئة بين الرجل والمرأة إلى أمور حسية وهناك من يعزيها إلى معنوية أو كلاهما معاً: يرى أن الحوار والحديث الانفرادي وتلاقح الأفكار منطقة دافئة، وآخر يجد أن المنطقة الدافئة هي مطبخ ومائدة المرأة ومدى تعدد الأطباق والأصناف التي تعدها له، وأن منهم من يعزي المنطقة الدافئة إلى الحوار في المشاريع والتخطيط للمستقبل، ولم يغفل الأغلبية ولم يتحفظ أن المنطقة الدافئة تكمن في الهمسات الوجدانية والعلاقة العاطفية بل تعدى البعض إلى أن المنطقة الدافئة تكمن بالتلذذ الجنسي مع المرأة وما يصاحبه من مقدمات ومؤخرات، وأن هناك من يعتبر أن المنطقة الدافئة ما يكون عليه كلاهما المرأة والرجل من حالة تصوف عبادي، ويشطح آخرون بأن الخروج بصحبة المرأة والتحدث معها خلوة خاصة في السيارة هي ما تدفئ العلاقة بينهما..
وخلال تجولي في هذه الآراء والتي حصلت عليها من خلال استطلاع شخصي مبسط لبعض الزملاء والأصدقاء نلاحظ أن المنطقة والتي عبرت عنها بالمنطقة الدافئة بين الرجل والمرأة أو بين المرأة والرجل هي الحالة التي يعيشها كلاهما ويشتركان فيها بقدر متساوي من الإحساس والمشاعر وتحمل المسئولية، أي أن كليهما يحظى بالقدر نفسه تجاه الآخر، لذا عبرت عنها تجاوزاً بالمنطقة الدافئة وفعلاً أجد أنني أرى أنها تستحق هذا الوصف وهذا المسمى.
ومع تعدد الآراء حول هذه المنطقة يبرز هنا تساؤل أو سؤال: كم من الرجال والنساء يتمتعون بهذه المنطقة في حياتهم ؟؟!! ليس لدي أية إجابة وفي اعتقادي أن هناك الكثيرين الذين يفتقدون لهذه المنطقة في حياتهم.
هذا ليس تشاؤماً، ولكن هذه طبيعتنا نحن كمجتمع يغلب عليه تسلط الرجل، فالعلاقة عادة بين الرجل والمرأة علاقة يغلب عليها التوتر، وهذا يرمي بها - العلاقة - إلى البرود ويبعدها عن الدفء.
وبالطبع هذا في الأغلب، ولعل هناك من يوافقني، وقد يكون هنالك آخرون يختلفون معي في هذا الرأي وهذه النتيجة.
من تم استقراؤهم تذمروا وأفادوا أنهم متعطشون للمنطقة الدافئة، وقد يكون السبب هم أنفسهم، وقد يكون الطرف الآخر سواء الرجل أو المرأة، وقد تكون هنالك عقبات وموانع تعيق ذلك ولكن في اعتقادي الشخصي بل في يقيني أن لا بد أن يكون لكل من المرأة والرجل مناطق دافئة كثيرة بينهما ولكن كيف يعرفونها..؟ وهذا لا يعني تجاهلاً لما سبق، ولكن كنسبة عامة تعتبر ضئيلة مقارنة بالمفترض أن تكون عليه.! نعم المنطقة الدافئة هي لذة الحياة بين الرجل والمرأة وليس فوقها لذة لو كانت فعلاً منطقة دافئة بعمقها.. كعمق الدفء النابع منها..
Albatran151@gmail.com
الاحساء