هل نحن دائما على موعد مع الحزن؟
حتى في مواسم المطر!
إنها تراتيل السماء...
ترسم لناظرينا الفرح
فنغدو كالفراشات
ندور...
نعلو ونهبط
وكأننا في حفلٍ راقص
رشيق
من ألف ليلة وليلة...
تراتيل تأخذ روحي
وتعبر بها إلى الضفة الأخرى من العمر
تترنح في أزقتها القديمة المتعانقة
تستنشق عطر ترابها
حد الإغماء
المطر ظاهرة إلهية
تعيدني إلى صفو نفسي
والعالم كله يبدو...
مثل كرة ملونة بين يدي
أضمها إلى صدري.
لماذا الحزن والمطر؟
ما زلت أغفو على همسه المستمر
نغم يرد لي روحي
***
ويبعث طفولتي من جديد
ليظل وجهي باسما متفائلاً
كسحابةٍ بيضاء
برغم غبار الحزن الذي يكسو قلبي
رائع أنت أيها المطر...
كعرسٍ تخيلته لنفسي منذ زمن
ولم يتحقق.!
قطراتُ المطر تتناثر على رأسي كحبات اللؤلؤ
تقبل وجهي
وفي الحقل المقابل امرأةٌ تجلس وحيدة
تلوح لي بيدها... «هاي»!
ربما لأنها شعرت أني مثلها
وحيدة
رائحةُ الحطبِ المنبعثةُ من المواقد تخترق أنفي
فتزج بي إلى عمق مدينتي العتيقة
وكيف كانت تبدو وديعة
حزينة
في صباح شتوي ماطر
بعض الأشياء هنا ما زالت غريبة عني
أو ربما لم تألفني بعد
أهي ضريبةُ الحنين؟
إذن
متى سأنسى؟!
المطر? يشتد... ولا أرغب العودة إلى البيت
بينما مخيلتي أرجوحة
لا تتوقف
رحت ألهو ب(الموبايل) مع صغيري...
النغم الأعذب إلى قلبي
كي يستغلني بطلباته المستمرة
من أين تنهمر؟!
***
من أين يغرب حزني؟...
وبأي اسمٍ
أناديك؟
ألا تود التسكع معي في حقول المطر؟
ألا تود أن ندق هنا
وتد خيمةٍ لنا؟
نوقد حطبا؟
نضع عليه إبريقا للشاي
أم أن شواطئ الغربة في عينيك أجمل؟!