Culture Magazine Thursday  06/09/2012 G Issue 378
الثالثة
الخميس 19 ,شوال 1433   العدد  378
 
في الإعلام الجديد:
حطب الهشتقة ووقود الأتباع يلهبان قضايا المتن والهامش

 

الثقافية - خلود العيدان

ما الذي يجري بينهم؟ سؤال يُهمس به في المجالس ويرتمي أمامنا علناً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً (تويتر). لم نعد نستطيع القول إنه لكل يوم قضية تناقش وتحلل ويتنازعها أطراف عدة بل أضحينا نستطيع القول إن عند كل بضع دقائق قد نجد قضية ساخنة تشتعل في سماء تويتر، ويتناقلها المغردون- المغردات بينهم ما بين مؤيد ومعارض، كل يدلي بدلوه وفقاً لخلفيته الاجتماعية والثقافية والفكرية ووفقاً لانتماءاته وآرائه والعديد من الاعتبارات الأخرى. فلا يخفى على عين المتابع كل هذه الضجة والصراعات بين جنبات (تويتر) بل حتى في غرفه الأمامية وشرفاته، مجتمع بأكمله لا يختفي السواد الأعظم فيه خلف اسم مستعار بل نجد بين الصفوف أسماء معروفة في الإعلام السائد ومشاهير في الإعلام الجديد أيضاً،نجد المسؤول والسائل، الأمير والوزير،الفقيه والمهتم، الدارس والعالم والجاهل جميعهم على طاولة الحوار حيناً وعلى طاولة النزاع حيناً آخر.ولكن السؤال الحقيقي هل ما يجري من صراعات وأخذ ورد وتصنيف واتهام وتهدئة وتجييش، هل كل هذا جديد أم أن الوسيلة هي الجديدة؟

التويتة السبب

ليست القضايا تثار في (تويتر) فحسب بل قد تقيم (تويتة) الدنيا ولا تقعدها.وبسببها يصنف المغرد ويحاكم ويهاجم ويؤيد ويعارض و(يهشتق). والهشتقة كما يسميها الشارع التويتري هي وسم الموضوع وما يعقب الوسم لا يمكن التنبؤ به! لن يكون الحوار حينها بين فريقين فحسب بل ربما أكثر بكثير، ولن يشتعل الموضوع بين جنبات (تويتر) فحسب بل سنجده في حضرة المسؤول والقضاء وفي الإعلام السائد ليظهر سؤال آخر هل هي مساحة حرة حقاً؟ وهل خيار الحذف في لوحة المفاتيح يستحق كلمة خيار حينها؟

المتابعون والأتباع

شراء المتابعين لم يعد بالموضوع الجديد والتأكد من صحة ذلك من عدمه نوقش كثيراً، وأن يُهدى أحد المغردين متابعين وهميين ثم يوصم بأنه مخادع قضية أخرى، لم يعد المهم الآن عدد المتابعين مقابل جدية موضوع سلوك الأتباع! ثقافة ضد أم مع ملفتة للنظر في حضرة تويتر وخيار (بلوك) حق مشروع يمارس بطرق مختلفة ولأسباب مختلفة أيضاً ورغم كل هذا الضجيج إلا آن عين المتفائل ترى أن ما يجري مرحلة تُعد لأخرى أكثر قوة ومعرفة وفهماً.

الحساب العاجي

في رصد سريع للحركة الثقافية في تويتر نجد أن للصحف والمجلات والقنوات وغيرها من وسائل الإعلام السائد حسابات ومتابعين ونشاطاً لا يخفى على المتابع وبالمقابل فلتويتر بنجومه وقضاياه وسطوته حضور واضح في قلب الأعمدة الصحفية وعلى شاشات التلفزيون، غير أن هناك حديثاً بين المغردين-المغردات عن أن الجدار الذي يحيط بالنخب لم يعد جداراً بالمعنى المعتاد، فهل لأجل عيني القارئ أو المتابع بسط المثقف لغته أم اكتشف أن المتابع لا يحتاج حتى تبسيطاً بل الوجود معه في ذات المكان محاطين بذات القضايا ولكلاهما نفس الدرجة من خيارات الرد والصد كان مفاجأة للطرفين! والمتابع للحركة الثقافية في تويتر سيجد أيضاً رأياً آخر يقول أن الساكن في برج عاجي سيسكن في حساب عاجي في تويتر أيضاً ولا اختلاف بين العالمين.

صوت عال

رغم الضجيج الذي يثيره صراع التيارات الفكرية والثقافية والدينية وغيرها وعن الحروب الكلامية بين الأطراف وتصعيد القضايا لتصنيف وتكفير وتخوين، إلا أن هناك جانباً آخر يعمل ويبحث عن التعايش والتنمية والإصلاح والتقريب.يظل تويتر وسيلة لتسمع الأصوات بعضها البعض وقد يكون أكثر بل ربما هو أكثر فتأثير الحركات التي تثار وتدار بين جنباته معروفة رغم أن حجم التأثير ومداه موضوع للنقاش أيضاً.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة