قبل شهرين من الآن أطلقت الهيئة العامَّة للسياحة والآثار مسابقة التصوير الضوئي (ملتقى ألوان السعوديَّة)، المتخصصة في الصُّور السياحيَّة للمملكة العربيَّة السعوديَّة؛ وبقيمة جوائز كبيرة ومحفزة، وسيكون سبتمبر القادم موعد إعلان وتسليم الجوائز بحضور رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، وهي تشمل أربعة مجالات كالتراث والبورترية والطّبيعة والنهضة والتطوير، المسابقة من وجهة نظري من أكثر المسابقات أهمية، ليس لقيمتها الجماليَّة والثقافيَّة فحسب، بل لقيمتها الاقتصاديَّة في إثراء المحتوى البصري السياحي عبر عدسات الفوتوغرافيين في زمن باتت فيه لغة الصُّورة هي الأسرع والأسهل وصولاً للأفراد، وأهميتها الأكبر في تمثيل مجتمعنا وتراثنا وبيئتنا، باختصار تمثيلنا أمام الآخر ونشر ذلك عبر الشبكة العنكبوتية، علاوة على الفائدة التي تعود على الفوتوغرافي نفسه سواء حصل على جائزة وفاز أم لا، شخصيًّا بدأت لغة الضوء تشدني كثيرًا، وبدأت تزدحم ذاكرة جهازي بمجلدات للصُّور الفوتوغرافية المتميزة، مسابقة الناشيونال غرافيك بحد ذاتها أصبحت ضمن أجندتي السنويَّة، إلى جانب عدد آخر من المواقع والمنتديات والمجلات الإلكترونية، ومتابعة حسابات التويتر للمبدعين من فوتوغرافيي المملكة، انتظر بفارغ الصبر نتائج تلك المسابقة رغم عدم مشاركتي بها، ليس إلا لأجل الحصول على المزيد من المتعة البصرية، وإضافة المزيد من الصُّور المميزة عن وطني إلى ذاكرتي وذاكرة جهازي، وأتمنَّى ألا تكون القيمة المادِّية للجائزة هي فقط ما يمنح للفائز، بل تتجاوزها إلى إعطائه القيمة المعنوية الكافية من خلال توثيق الصُّور ودعمه فكريًا، وتطوير واقع التصوير الفوتوغرافي بشكل عام، فلا يكفي الاعتماد على الجمعيَّة السعوديَّة مثلاً، أو إقامة دورات قصيرة المدى رغم أهميتها، بل يتطلب الوضع إلى التأهيل المهني الشامل وإتاحة الابتعاث الخارجي لكلا الجنسين في هذا المجال، وصولاً إلى الاحترافيَّة والعالميَّة بإذن الله.