Culture Magazine Thursday  02/02/2012 G Issue 361
عدد خاص
الخميس 10 ,ربيع الاول 1433   العدد  361
 
تلك الطاقةُ الحضاريةُ المبدعة
د. بسام أبوغزالة

 

أتعبتني المآذنُ

تُمسكُ بي كلما سرتُ غرباً كأني عثرتُ

وتُعاتبُني بعدَ كلِّ صلاةٍ

كأني كفرتُ

أتعبتني المآذن

تلك هي حالُ أ.د. سلمى الخضراء الجيُّوسي. ضربتْ في بلادِ الغربِ تلميذةً وأستاذة؛ لكنَّ صدرَها بقيَ عامرا بتراثِ قومِها، لم يُزحزحه بريقُ الحضارةِ الغربيةِ الحديثة. كانت مشدودةً إلى هذا التراثِ؛ حيثُ سكنَ وجدانَها؛ فإن تغرَّبَ جسدُها فما تغرَّب قلبُها.

نعم، أتعبتْها المآذنُ كلما سارتْ غرباً. وذاتَ يومٍ من ثمانينياتِ القرنِ العشرين، إذ كانت أستاذةً تُدرِّسُ الأدبَ العربيَّ في جامعةِ تكساس، قال لها تلميذٌ أمريكيٌّ من تلاميذِها: «من هم العرب؟ قومٌ لا تراثَ لهم ولا حضارة!» انعقدَ لسانُها إذ حدَّقت إلى عينيه مذهولةً من فرط الفجاءة. ثمّ ساءلتْ نفسَها: «ما الذي يجعلُ مثلَ هذا الشابِّ الأمريكيِّ يقول ما قال؟» عادت فنظرت إليه وقالت: «أيُّها الفتى، لسوف أريكَ من نحن!» ذلك أنها أدركتْ حينئذٍ أنَّ العيبَ فينا، لا في هذا الغريبِ عنا، وأنَّ الله أرسلَه لها ليحفزَها على القيام بردٍّ عمليٍّ يقولُ للخلقِ جميعاً: «تلك هي حضارتنا!» بلى، لقد أدركتْ أننا نحنُ من قصَّرنا بحقِّ أنفسِنا، فلم ننشرْ حضارتَنا وتراثَنا في آفاقِ العالمِ الحديث. عندَها خطتْ أولى خطواتِها على الطريقِ الذي عرفناها به. قرَّرتْ أنّ واجبَها تجاهَ أمتِها يقتضي منها أن تُكرِّسَ نفسَها لتعريفِ العالم بذلك التراثِ الغنيِّ وتلك الحضارةِ العظيمة. لقد كانت لنا إمبراطوريةٌ عظيمةٌ متراميةُ الأطرافِ، حتى أنّ السحابةَ السابحةَ في سمائها، بغضِّ النظر عن أين تذهب، لا بدّ لها من أن تُسقطَ مطرَها في بقعةٍ من بقاع تلك الإمبراطورية، وأن يعودَ خراجُها إلى عاصمتِها بغداد، عاصمةِ العالم يومئذ. لكنّ تلك الإمبراطوريةَ لم تكن كالإمبراطوريةِ الرومانيةِ التي غلبتْ العالمَ بالسيفِ وحدَه. بل، من بين ممالك الأرض جميعاً، كانتْ الدولةُ العربيةُ الإسلاميةُ الوحيدةَ التي أُرسيت أسُسُها على رسالةٍ خالدة، كان نشرُها على الملأ هدفاً سامياً لأولي الأمر فيها. نعم، قرَّرتْ سلمى أنْ تهجرَ مهنةَ التعليم الأكاديميِّ في كبرياتِ الجامعاتِ الأمريكية، وأنْ تتخلَّى عن الامتيازاتِ الكثيرةِ التي أُنيطت بمنصبِها، لتتفرَّغَ لرسالتِها التي أخذتْها على عاتقِها منذ تلك اللحظة. قرَّرتْ أنْ تبدأ العملَ على ترجمةِ الثقافةِ العربيةِ الإسلاميةِ التي عبَّر عنها تراثُنا الأدبيُّ والعلميُّ والمعماريّ. وهكذا هجرتْ التعليمَ وتفرّغتْ لأداءِ رسالتِها في مشروعِها الطموح، «مشروع الترجمةِ من العربية» (بروتا).

*، وقد استغرقتْ هذه المقدِّمةُ سبعينَ صفحةً من هذا السِّفر الذي نشرته جامعة كولومبيا الأمريكية عام 2005. لذلك حظيَ ما تُشرفُ عليه سلمى باهتمامِ المختصِّين بالحضارةِ العربية. ولتحقيقِ كلِّ عملٍ من أعمال المشروع كانت الدقةُ هاجساً سكنَ لُبابَها، فلا ترضى بما هو أقلُّ من الكمال. ولم يكنْ كلُّ هذا كافياً لو لم تشفعْهُ بصبرٍ تعجزُ عنه الجبال، ومثابرةٍ أين منها مثابرةُ النحلةِ باحثةً عن رحيقِ أزهارِ الربيع.

لم يقتصرْ نقلُ الثقافةِ العربيةِ الإسلاميةِ على ترجمةِ النصوصِ العربية، بل تعدَّى ذلك إلى تكليفِ باحثين في مواضيعِ هذه الحضارةِ ليكتبوا عنها. والسفرُ الضخمُ حول حضارةِ العربِ في الأندلس شاهدٌ على ذلك. وقد لقي هذا العملُ الجليلُ ما يليقُ به من اهتمامِ العالمِ الغربي. كذلك، على الرغم من أنه باللغةِ الإنجليزية، فقد لقيَ اهتماماً بالغاً في أوساط المثقفين الإسبان. وكانت سلمى عام 1991، قبيل خروجِ كتابِها إلى النور، ألقت كلمةً في احتفالٍ مهيبٍ في حيِّ البزَّازين في غرناطةَ بمناسبةِ إعادةِ ترميمِ بيتٍ عربيٍّ قديم، وتحويلِه مكاناً لدراساتِ الحضارةِ العربيةِ الإسلاميةِ بتمويلٍ من الأغا خان. ولعلَّ من نافلةِ القول أن تلفتَ كلمتُها نظرَ ملك إسبانيا، خوان كارلوس، الذي افتتح الحفل، فكان حريصاً على أن يشدَّ على يدِ سلمى وقد تملّكه الإعجاب. وإذ نحن ذكرنا جامعةَ كولومبيا لا يفوتُنا أنْ نشيرَ إلى أهميةِ مستوى الناشر لأيِّ كتاب. فالجامعاتُ المحترمةُ، كهذه الجامعة، لا تنشرُ إلا الكتبَ ذاتَ المستوى الأكاديميِّ الرصين. لذلك، من غير السهلِ أنْ يحظى مؤلفٌ أو كاتبٌ بقبولِ إحدى هذه الجامعات نشرَ عمله. وما دمنا ذكرنا هذه الجامعة فإنَّ لها عند سلمى طلباً قائماً لنشر مشروعين: مقتطفات من إنتاج الأدباء والشعراء الشباب في كلٍّ من فلسطين والعراق. فإنْ توافرَ تمويلُ هذين المشروعين أمكنَ تحقيقُ هذا الطلب، وإنْ آثرَ العربُ، كعادة أغلبِهم للأسف، أن يُنفقوا أموالَهم على العَرَضِ الزائل، فلن يتحققَ؛ ذلك أنّ كتباً كهذه لا تخرجُ إلى النور من غير دعم ماليٍّ يرفدُها.

ما الذي يعرفُه المثقفُ العربيُّ عما حققته سلمى الخضراء الجيوسي في كفاحِها لتعريفِ العالمِ بتراثِ أمتِها الثقافيِّ الحضاري؟ لعلّ بعضَ المثقفين العرب، من المهتمين بالشعر، يعرفُ سلمى بوصفها واحدة من شعراءِ خمسينياتِ وستينياتِ القرنِ المنصرم، يومَ كانت تنشرُ شعرَها في مجلتي الآداب وشعر البيروتيتين. كانت، بلا شك، شاعرةً مبدعة، ذاتَ مشاعرَ عبّرت عنها في شعرٍ حداثيٍّ جميل. إنها من قالت:

آهِ كم تغربُ عن رؤياكَ دنيانا القصيَّةْ

إن فيها سرَّنا المدفونَ، أحلامَ صبايانا الشجيّةْ

إن فيها قبرَ أمِّي وأبي

قبرَ الهوى والبسماتْ

ولها في قلبنا الملفوحِ بالحبِّ ترانيمَ غنيّةْ

* * *

وإليها سوف نمضي

كلما ضعنا مع الغربةِ نمضي

كلما ذلَّ على أهدابِنا كِبرُ الحياةْ

وفي وصف عاصفةٍ هبّتْ على رَكْبِها «في الطريق إلى بجاية» في الجزائر، قالت:

مفاصلُ الأشجارِ في الدربِ

مطروحةٌ بالريحِ للريحِ

وبابُ الدربِ مسدودٌ

وثيرانُ السيولِ اجتاحت الأنجمَ والقيعانْ

هل انقطعنا عن بلادِ الإنسِ؟ اصْدُقْنا يا سائقَ الركبان

الدربُ هاوٍ حولَنا، والجُرفُ هاوٍ مُغرِقٌ في الغيب

ونحن بين الغيبِ والوديانِْ

على طريقٍ هابطٍ من تيزي أوزو

ما الذي تفعلهُ في تيزي أوزو

نجمةٌ ملفوحةُ العينينِ من كنعانْ؟

ويا حبيبي، ليتني بين ذراعيكَ أمامَ موقدٍ مُجَمَّرٍ

في بيتنا الذي لو لم تمتْ لكانْ!

وإذ أرادت أن تُعبِّرَ عن نفسِها في شتاتِها وبحثِها، وحركتها الدائمة التي ميّزَتْ حياتَها، قالت في المفصل الثالث من قصيدتها «وحدنا الثلاثة»:

وأنتِ؟

تعلّقتِ مِخلبَ نسرٍ وطوّفتِ في الكونْ

ترابُكِ ماءٌ

وأرضُكِ معمورةٌ بالبروقِ

تجوبين بردَ المواني

خفيفةَ حملٍ، أخيليّةَ الكعبْ

وظلُّكِ يكبرُ في خُطُواتكِ

يصغرُ إذ تتقلَّصُ عنك الثواني

ويمتدُّ بعدكِ

يكبرُ، يصغرُ

والموتُ يكمنُ بين المواني

وأنت تزوغينْ

ذلك قبَسٌ من شعر سلمى الذي لا تزالُ تفيضُ به مَلَكتُها كلما تدفّقت عاطفتُها، ولكنها لا تنشرُه مُؤْثِرةً عليه مشروعَها الذي نحن بصدده.

مما نشرتْ في هذا المشروع مترجماً إلى اللغة الإنجليزية، وفي ذهنها، إن تيسَّرَ لها الأمر، أن تنقله إلى اللغات الحيّةِ الأخرى: مجموعة الشعر العربي الحديث (1987)، ومجموعة أدب الجزيرة العربية الحديث (1988)، ومجموعة الأدب الفلسطيني الحديث (1992)، ومجموعة المسرح العربيِّ الحديث (1993)، ومقتطفاتٌ من القصص الشعبي العربي (2003)، ومجموعة المسرحيات العربية القصيرة (2003)، ومجموعة الفنِّ القصصيِّ العربيَّ الحديث (2005)، ونوادر جحا (2006)، ومجموعة الأدب السعودي الحديث (2006)، ومجموعة الفن القصصيِّ العربي الكلاسيكي (2010).

وفي مجالِ الحضارة العربيةِ الإسلاميةِ نشرتْ كتابَها الشهيرَ عن حضارة العرب في الأندلس، بعنوان تراث إسبانيا المسلم

The Legacy of Muslim Spain (1992)، وكتاب القدس في التاريخ القديم تحرير الباحث الشهير البروفيسور طومَس طومسون بالتعاون مع د. سلمى (2003)، وحقوقُ الإنسان في الفكر العربي (2008)، والمدينةُ في العالم الإسلاميّ في جزءين (2008)، وقد نال جائزة تْشويْس لأهم كتابٍ أكاديميٍّ صدر في تلك السنة؛ ومجموعة القصة العربية الكلاسيكية (2010). وهناك كتاب تحت النشر، هو دراسات في السرد القصصي القديم عند العرب، كتب فيه أشهرُ الدارسين للقصة العربية القديمة غرباً وشرقاً؛ كما أنها تُعِدُّ لثلاثة كتب حضارية، أحدها عن الحضارة العربية الإسلامية في صقلية، والثاني عن الحضارة العربية الإسلامية في البرتغال، والثالث عن الحديقة في العالم الإسلامي.

كذلك أنتجت ترجماتٍ لمؤلفين أفراد، منها رواية المتشائل لإميل حبيبي (2003)، وما تبقى لكم لغسان كنفاني (1993)، ومنها ديوان أبي القاسم الشابّي أغاني الحياة (1987)، ومجموعةٌ من أشعار محمد الماغوط (1991)، وأشعار نزار قباني (1995)، وأشعار محمود درويش (تحت الطبع)، وأشعار نوري الجراح (تحت الطبع) وترجمةً لمغامرات سيف بن ذي يزن، وغيرها.

كما أنها نشرتْ باللغة الإنجليزية أبحاثاً خاصة بها، بعضُها تُرجم إلى العربية، منها كتابُها النقدي الشهير في جزءينTrends and Movements in Modern Arabic Poetry (1977)، وقد نقله إلى العربية في ترجمةٍ رصينةٍ د. عبد الواحد لؤلؤة، ونشر الكتابَ المترجَم مركزُ دراسات الوحدة العربية في بيروت عام 1999، بعنوان الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث.

وعندها دراسات مطولة عن تاريخ الشعر العربي الحديث والقديم كتبتها بالإنجليزية في افتتاحها عدداً من المؤتمرات، وسواها من الدراسات، إلى جانب المقدمات، وعدد غير قليل منها كان مقدمات دقيقة مطوّلة للمجموعات الكبيرة التي حررتها. وكلها تنتظر الترجمة والنشر عندما تجد سلمى وقتاً للعودة إلى أعمالها الخاصة.

على جهدها المنتج نالت سلمى جوائز عديدة، منها جائزةُ سلطان العويس في دبي (آذار 2008)، وكانت قبلها مُنحت جائزة إدوارد سعيد (حزيران 2005) من لدن منظمةِ العربِ الأمريكيين في الولايات المتحدة، وإذ قدمت الجائزةَ لها أرملةُ المرحوم إدوارد سعيد، نقلت عن زوجها - رحمه الله - قولَه عن سلمى أنْ هكذا يكونُ النضالُ القوميّ، وقوله عن كتابها المحرر عن الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس «لم تترك شيئاً لم تهيّئ له دراسة مختصة؛ لم تترك شيئا!».

كتب عنها الكثيرون من الأدباء والنقاد والمثقفين العرب والأجانب. ولكي لا أطيل أكتفي من المثقفين العرب بكلمتين قالهما الناقد العراقي، أستاذ الأدب الإنجليزي، عبد الواحد لؤلؤة: «لا أعرفُ وزارةَ ثقافةٍ بين الماءِ والماءِ خدمتْ الثقافةَ العربيةَ، وقدمتْ الأدبَ العربيَّ إلى الناطقين بالإنجليزية، مثل ما فعلته الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي. أديبة، ناقدة، شاعرة، أستاذة جامعية، فلسطينية في الشتات، عشرون امرأةً في امرأةٍ واحدة».

فمن هي سلمى الخضراء الجيوسي؟

ولدت سلمى في مدينة السلط لأبٍ من مدينة صفد، شمال فلسطين، هو المحامي صبحي الخضراء، الذي كان واحداً من أعلامِ حركةِ تحرير فلسطين وثورتها على الانتداب البريطاني والاستيطانِ الصهيونيّ، ولأمٍّ من جبلِ لبنان. لعلها ورثت موهبةَ الأدب عن جدِّها لأمها، الطبيب يوسف سليم، الذي تروي عنه أنه كان بارعاً في روايةِ القصص، آسراً مستمعيه من أهلِ بيتِه وأصدقائه حين كان يُمضي معهم لياليَ الشتاءِ الباردةَ في جبل لبنان وهو يروي لهم القصص. كذلك كانت جدتُها لأبيها، سُعدى الخضراء، إذا حلّتْ في بلدٍ تسقَّطتْ أخبارَ أهلِه؛ لتعودَ لترويَها لأهل بيتها. وقد قالت فيهما سلمى:

وهاجرتُ فاستصحبتُ صوتيهما معا

وجُبنا أقاصي الكونِ نملؤها سردا

فيوسفُ يروي مُبدِعاً ألفَ قصةٍ

وتُنطِقُهم طوعا بأسرارهم سُعدى

وفي الجامعةِ الأمريكية في بيروت، حيث درستْ الأدبَ العربي والإنجليزيَّ، تعرفت على برهان الجيوسي وتزوجا، وأنجبت منه ثلاثةَ أولاد، هم أسامة ولينة وميّ. ومن زوجِها أخذت اسم «الجيوسي» المناطَ باسمها. وإذ عمل برهان في السلك الدبلُوماسي الأردني أتيحت لسلمى فرصةُ التنقل معه في أرجاءِ العالم التي كان يُبعث إليها. واليوم بات العالمُ قريةً صغيرةً تتجوّلُ فيها سلمى مؤديةً رسالتَها التي كرَّستْ نفسَها لها. تلك هي سلمى الخضراء الجيوسي كما أعرفُها. امرأةٌ سريعةُ القرارِ، يسبقُ حدسُها تفكيرها، فتقرِّرُ وتبدأ الفعل، كما حدث يوم غيّرت مجرى حياتِها جذرياً عندما رأتْ في استخفاف ذلك الشابِّ الأمريكيِّ بثقافتها تحدياً لها. لا أظنُّها يومئذٍ فكّرتْ قبل البدء في مشروعها بما يسميه الاقتصاديون «دراسةَ الجدوى». ولكنها تعتز بأنها لم تخطيء الاختيار إلا نادراً جداً؛ فحدسها قوي بالأشياء والبشر، ويستطيعُ من يراقبُها ملاحظةَ هذا الطبعِ في كلِّ ما تفعلُ تقريباً. وهي، إلى كرم أخلاقِها، وحسنِ طويّتِها، وتمسُّكِها بالمثل العربية الراقية، تعترف بأنها على شيء من النزق. وكأنها تعتزُّ بنزقِها. قرأتْ لي قصيدةً قالتها في ابنها أسامة، منها قولُها: «أعطيتُكَ النزق». كذلك تغنّتْ بمشروعِها الذي وُلدَ من سرعة رد فعلها قائلة:

حُلُمٌ على ورقٍ أبدعتُهُ بيدي

ولم يضنَّ عليَّ الحبرُ والورَقُ

حُلُمٌ على أرقٍ ألقمتُهُ جَسَدي

ولم يخنّي، على عُدوانِهِ، الأرَقُ

حُلُمٌ ورثتُ رفيعُ الشأوِ دانَ له

صبري الشحيحُ وقلبي ذلك النزِقُ

وتُعنى سلمى بإبداعِها عنايةَ من يطلبُ الكمال، وتريدُ أنْ ترفعَ من شأنِ أمتها إلى ما كانت عليه من مكانةٍ يوم كانت النبراسَ المضيءَ في ظلام العالم. وإلى ذلك أيضاً تُعنى بهندامِها ومظهرها، وكأنها تريد أن تقول إن المظهر والجوهر صنوان لا يفترقان. وإذ عرفتُها عن كثب وجدتُ في معرفتِها مكسباً لمن يبحث عن كنوز المعرفةِ، وفي الإنصات لحديثِها نشوةً لمن يطربُ للإبداع، وفي صحبتِها سعادةً لمن تأسرُهُ القيمُ العربيةُ الرفيعة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة