لعلنا لا نجانب الصواب إن قلنا إن الكلمات المبتذلة معنى ولفظاً أخذت دائرتها تتسع وللمطلع على أحاديث هذا الجيل بتفحص يرى دخيل الكلمات وعجيب مدلولاتها, يكفي أن يحكي أحدهم موقفاً وما إن يريد وصف منتهى مبلغه فيه إلا وتراه يزج زجاً عجيباً مبتذلاً لكلمة ليست ذات صلة تعبيرية! فضلاً عن أنها عديمة الذوق والحس ومع هذا يتضاحك معها ببعض صخب وسخرية وعندما يهوي الذوق السليم والعقل البصير لن تجد غير مثلاء في الغي يتساءلون عن المزيد ويستنطقون متسائلين عن المراد وأنه قول راق! سديد.. بليغ بلا تثريب! ويأخذ الأمر منحنى آخر جله إسفاف وامتهان لآدمية وكرامة الإنسان.
«إذا ما لسان المرء أكثر هذره
فذاك لسان بالبلاء موكل»
مهطل الخير عندما تتوقف الصورة لدى ذو لطف وحسن عجبا ودهشة وتهمس همساً واضحاً ليسبل رداء الجمال ويستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
إن من يسمع شيوع ابتذال الأفواه بسقطات القول يتخيل له شح العربية من رفيع البيان ولطيف اللسان وحاشا أن يكون ذلك ففي لغتنا العربية بمختلف لحن لهجاتها ما يطرق إليه السمع ويرق به الفؤاد ويرمي إلى السداد وما فوح صداه يسحر لباب العقل والقلب حتى إنه لا يمل تكراره. إذ لا عجب لصغار الأفهام عندما تسلم عقلها لتنهل من معين الكبار ممن أجادوا الأسلوب والانتقاء فتلك فطرة وكما الحنين الوقاد لموطن وفيها دحض قول يقال أن لا فهم لغير واع إلا بعامي الكلام المبتذل! الحق هو جهد الوسيلة وجهل الأسلوب.
خلاصة الحبر:
الموسوعات الكبرى في الحكم والأمثال خير هدية لصاحب نهجه الابتذال!
-
Hudaalfourih@gmail.com
* البكيرية