Culture Magazine Thursday  30/06/2011 G Issue 348
أوراق
الخميس 28 ,رجب 1432   العدد  348
 
بيادر
البداوة!
عبد الله بن أحمد الشباط
-

أستأصل أجهزة الصمت لدي

وتعلقها أعلى أعمدة البيت

أجهض لغتي الحبلى بالأحرف..

أتركها فوق الأرفف..

ننساها في خرج ذلول

نتعلم كيف تسير ركائبنا

في قافلة الصمت.

سعدية مفرح

وُلِدَت وترعرعت وتلقت تعليمها في المدينة ذات العمارات الشاهقة والشوارع المزدحمة.. ركبت السيارة استعملت الهاتف وتذوقت الطعام المستورد من بلاد الغرب.. إلا أن عنصر البداوة المتغلغل في أعماقها أخذ ينمو بداخلها ويكبر معها فلا يفتأ يذكرها بماضيها فتهتف معه.

وتوجه الخطاب إلى ذلك الحبيب الذي يعانق الصحراء:

أنت لن تبعد أكثر

أنت لن تقوى على السير وحيدا.. تتعثر

في دروب لا سماوات لها

في ظلامات من الضوء المدثر

وإضاءات تبناها الظلام

ماذا.. ما ضاع عنوان لديك.. فتذكر

أنت لم تنس عناوين الخيام

(في هذه الأوراق القليلة كل عذابات فتاة القبيلة.. كل تاريخها.. كل صراعاتها.. كل أساطيرها.. كل إبائها.. كل صمودها.

سعيدة مفرح شاعرة بدوية بالانتماء رغم أنها تركب السيارة العصرية الفارهة، وأشعارها تعبر عن تشبثها بأصالتها بقيم الصحراء في وجه الحضارة النفطية المصطعنة)

ولقد تحدث كثير قبلي ممن تناول شعر سعدية في هذه القضية بما لا يترك مجالا لقائل أن يقول أكثر أو أفضل مما قيل لهذا أصمت أمام هذه المسألة لجودة ما قيل فيها.

فالمعجم البدوي يعكس الحنين إلى الجذور، إلى صحراء الشعر، والأديان، صحراء الحب والحرب والله والأنبياء.. والشاعرة هنا تعتمد – على ما أظن – سرد مفردات هذا المعجم البدوي لا على أساس أن ذلك هو لغة التعبير الشعري لديها، بل على أساس التلذذ بذكر أسماء الماضي سواء القريب أو البعيد.

عندما يترك الفتى فضاء الصحارى راحلا إلى المدن الضوئية لاصطياد فراشاتها الملونة – تهتف الشاعرة:

في رحلة صيد كان

سعيداً بفراشات اللون الضوئية

مطمئنا إلى وفاء تلك التي تركها خلفه

يا هذا النائم

فوق رصيف القلب

اهدأ في نوم..

لن يمرق أحد..

لن تزعجك سوى

سيارات الطرق الفرعية

وفيما ذلك الفتى مشغول بمطاردة فراشات المدن تتشوق الشاعرة إلى ذلك اللقاء الضعيف الذي تعطل فيه لغة الكلام.. وتنشر الفضيلة رداءها عليه.

وسعدية صابر مفرح من مواليد الكويت عام 1964م وتخرجت من جامعة الكويت قسم اللغة العربية عام 1987م..

وقد عملت بالصحافة منذ عام 1988م.. صدر لها من الدواوين (آخر الحالمين كان – عام 1990م، تغيب فأسرج خيل ظنوني - عام 1994م).

64-

- الخبر

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة