ترددتُ كثيراً في كتابة أي انطباع أو رؤية حول تجربة الفنانة التشكيلية السعودية الإماراتية فاطمة الدهمش، نظراً لأنني لا أمتلك تلك الثقافة العميقة، من مصطلحات نقدية وفنية وتشكيلية خاصة بالفن التشكيلي الحديث، وإن كنتُ أُداعبها أحياناً، ولكنني ربما أمتلك ذائقة شخصية وانطباعاً خاصاً بي، وذلك بعد زيارتي لمرسمها لأول مرة بدعوة قد سبق وإن تلقيتها منها شخصياً، استجبتُ لها بعد تكرارها، وقد كان في استقبالي زوجها السيد محمد، الذي وجدت في عينيه اهتماماً كبيراً، وأنه أول الداعمين في دفع طموح زوجته.. تنقلت في المرسم من لوحة إلى أخرى بمرافقتها، وقد شدتني لوحاتُها وعمقُ روعتها واتساعُ خيالها الفني، خاصة في أعمالها الأخيرة.. المتتبع لأعمال الفنانة فاطمة الدهمش يجد أنها تمتلك قدرة المزج بين مدارس الفن التشكيلي الحديثة في أعمالها، ويظهر ذلك جلياً وواضحاً في لوحاتها، وهذا يشير إلى ما تمتلكه من تجربة ثرية، وإن كانت من التشكيليات اللاتي تحت الظل، وبعيداً عن الضوء والبهرجة الإعلامية، ولكنها كالقمر في منتصف الشهر، وإن اختلفت حول أعمالها آراء النقاد، فكثيراً ما يُختلفُ في تحديدِ بدايةِ ونهايةِ الشهرِ العربي.. أعمالها الأخيرة آياتُ رسولٍ تُنبئ عن قدومِ فنانةٍ على الساحة الفنية التشكيلية السعودية، وهي كذلك..
استوقفتني بعض أعمالها التشكيلية، وأخذتُ أربطُ ما أمتلكه من ثقافةٍ -وإن كانت قليلة حول مدارس الفن التشكيلي- وهذه الأعمال وتوصلتُ إلى أن التشكيلية فاطمة تسيرُ باتجاه تصاعدي ملحوظ، فهي تمتلكُ طموحاً قد يؤدي بها إلى الثقة بالنفس وهي تمتلكها..
والفنانة فاطمة لها بصمةٌ خاصة في لوحاتها، واتجاهٌ فنيٌ ربما يسجل باسمها، شريطة أن توثقها بإقامة معارضٍ شخصية لها في أماكن وبلدان متعددة.. كانت زيارتي لمرسمها التي استمرت قرابة الساعتين أو أكثر، ليست كفيلة بأخذ قراءة كاملة لأعمالها، ولكن الانطباع السريع والعام حول تجربتها يفوق الدرجة الممتازة، وهذا لا يعني عدم وجود ذرات قليلةٍ جداً من الملاحظات البسيطة، والتي لا يخلو منها أي فنان أو مبدع، في أي عمل أو مجال أو نشاط.. والتي قد تميزه وتزيده إقداماً وصعوداً بتلافيها ولا تقلل من جهده بوجودها.. آمل أن تسير بالخطى نفسها بعيداً عن إحباط المتطفلين والمحبطين، وما أكثرهم أمام من يفوقهم ويتفوق عليهم..!!
فاطمة الدهمش ربما سجلت، بل سجلت لها حضوراً قوياً على الساحة التشكيلية الأحسائية، وإن لم تر أعمالها الضوء مقارنة بغيرها، ولكن من يزور مرسمها يشاطرني الرأي، أو ربما يزد علي في وصفِ تجربتِها الرائعة والمدهشة..
الأحساء
Albatran151@hotmail.com