Culture Magazine Thursday  28/04/2011 G Issue 339
فضاءات
الخميس 24 ,جمادى الاولى 1432   العدد  339
 
نوال الجبر.. الخلاص من خطيئة لم تقترف في (لن أٌعلن توبتي)
سالمة الموشي

استطاعت النصوص في مجموعة الكاتبة نوال الجبر أن تأنسن نون النسوة الذي لايتوب ولا يؤب في « لن أعلن توبتي « أن تشكل عالماً موحداً عبر الخلق الفني الذي لم يكتف بالنص حضورا بقدر ما كانت المجموعة أشبه بلوحة تجريدية لحياة إنسانية لها صوت وملامح يطول التوقف لتأملها وفي لغة خلاقة ينقلنا النص القصصي إلى منطقة بوح في معبر ضوء يمتد بنا عبر المجموعة بدءً بنص باتجاه السقوط ناحية فكر ما، وانتهاءً بغدا أبوح بنصف ما رأيت. وبينهما إمضاء البنفسج وعرائش الحزن والمشيئة. وفيما يشبه الغناء والبكاء معا تخلق الكاتبة نصوصاً متوالية وتبعث في شخوصها حياة جارفة ومشرعة الأبواب حتى نكاد نرى وجوه نساؤها ونسمع بكاؤهن وضحكاتهن وخيباتهن التي لا تنهزم في نص يمارس تحدياً حقيقياً شكل سياق معطيات النصوص التي ظهرت فيها المرأة محاربة مرة، وعرابة حياة، في مرات كثيرة ففي نص «احتجاجات الحرية» تقول:» باتت كلمة امرأة تعني سخرية أشبه بلعنة موشومة بالعار، بالضعف وبالخطيئة...» هكذا يبعث النص صوت الأقوياء حين يرددون احتجاجاتهم ورفضهم. وفي تناغم واضح تداخلت السيرة القصيرة بالقصة القصيرة كمحكي في تراتبية النصوص وهي السمة التي شكلت الهيكل الكلي للمجموعة وعلى المستوى الدلالي والمفاهيم برعت الكاتبة في توظيف اللغة حيث تسهم اللغة النصية في كشف الأبعاد الإنسانية التي تكتنف فجيعة المرأة في ذاتها، وفي صراعها المستمر في البحث عن الذات، والحب، والحياة، والخلاص من خطيئة لم تقترفها وهو الدور المطلق الذي حركته الكاتبة ببراعة على مسرح مجموعتها « لن أعلن توبتي «.

حيث يتوحد القص فنيا في بنية سردية تمنح الكاتبة حرية أكبر في التعامل مع اللغة في اتساق وترابط لتأسيس النص السردي وهي تقنية فنية تتجه إلى تجاوز حدود الأجناس الأدبية لتشكل خطابا أدبيا سرديا أوسع فضاءً ومتسما ببنيات حداثية مختلفة كما في نص « منصرفة الى أناها « المجموعة تتناص مع نسق السير القصصية وتتقاطع بحيث لا تظهر لنا كرموز بل تظهر في سياق دلالات واضحة في إشارات لغوية معبرة كما في نص « أخيراً شيء ما حدث لي....» إنا لا اعرف صورة حقيقية لوجهك لا أستطيع إلا أن أرى كلماتك في أذني، ملامحك وحديثك يأخذان صوت صورتك المبهمة في داخلي دائماً «.

تظهر انسنة النص في المجموعة دون دفع اللغة النصية إلى حمولات فكرية بعيدة فهي قريبة من المتخيل و أشبه بلوحة تجسد الفكرة إلى كيان قصصي يتمثل في الحب، الرجل، الألم ...، وهي المعابر التي تمرر من خلالها نصوص « لن أعلن توبتي» كما في. نص « بماذا ألتقي صباحي..» مم تخاف الأنثى في الحب!! - كل شيء... هل الحب ورطة؟ الحب فاصلة ملغومة لا تقبل الاحتمال...) ولهذا تظهر نصوص الكاتبة نوال الجبر بتطرف إبداعي يوشك أن يمسك بلحظة الخلاص الإنساني لخطايا لم تقترف، وقصص مصلوبة على معابر من ضوء.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة