Culture Magazine Thursday  28/04/2011 G Issue 339
أوراق
الخميس 24 ,جمادى الاولى 1432   العدد  339
 
بيادر غوطة دمشق
عبد الله بن أحمد الشباط

أقول للقلب في أنس وفي جذل

يا عاشق الشام هذى غوطة الشام

فاطرب ولا ترعوي للعاشقين ولا

تصغي إلى هذر عذال ولوام

هذي حياتك فاسعد بالوجود بها

وعانق الحور بين الزهر والجام

يا طيب أنسي بأصحابي ومفخرتي

بهم ومن طيبهم تزداد أيامي

غنيتهم بوفائي من محبتهم

شعري ورددت بالألحان أنغامي

(أحمد بن محمد الخليفة)

تعد غوطة دمشق واحدة من أحسن مباهج الدنيا، فقد تغنى الشعراء بها ومجدها الأدباء وتفتقت عبقرية العلماء.. فهي مصيف ومتنزه.. تظل ذكرى الساعات والدقائق التي تمضي بها عالقة بالذاكرة طول العمر، لذلك لم ينعم أحد بزيارتها والتمتع بمناظرها الطبيعية وهوائها العليل، إلا وقد ذكرها شعراً أو نثراً متغزلا في محاسنها وآسفاً على فراقها.

وأحمد محمد الخليفة.. شاعر ذواقة لا يعجبه إلا الجميل النادر.. لذلك فهو عندما يتغنى بمباهج غوطة دمشق ومفاتنها فإنه يشهد بما شد إحساسه الذي تدفق على الورق شعراً عذباً رائقاً.

والأبيات التي اخترتها للشاعر أحمد الخليفة من مقطوعة تحمل العنوان نفسه.. يقول في مطلعها:

قد عدت للشام مشتاقاً لغوطتها

مع كل ندب من الإخوان مقدام

قد جئت من جزر (البحرين) مبتهجاً

وفي ركابي (نواسي) و(خيامي)

فما علينا إذا زاد السرور بنا

من كل وجه من الآرام بسام

في ختامها تحدث عن مشاهداته وأشواقه:

فيها التي صغت آهات الفؤاد لها

شعراً ومن بعدها كسرت أقلامي

إن شئت نظم القوافي جئت غوطتها

عند الضحى وبها وحيي وإلهامي

كأنما (بردى) والحور مائله

في شطه صورة من صنع رسام

الزهر يفضحني من قطر كل ندى

والماء يجري دفوقاً تحت أقدامي

عاهدت نفسي لن أقطع زيارتها

ما دمت حياً.. لتروي قلبي الظامي

ولا أدري إن كان الشاعر قد كسر أقلامه فعلاً.. أم أن القافية أجبرته على تكسيرها قولاً لا عملاً.. فهو شاعر ويظل مادام به رمق يقول الشعر ويسجل بالقلم.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة