Culture Magazine Thursday  27/01/2011 G Issue 331
الثالثة
الخميس 22 ,صفر 1432   العدد  331
 
برسائل جوال وبريد وإيميل (تابعوني في قناة ومنتدى وصحيفة ووكالة أنباء وسوق حراج):
ازدواجية النشر لنفس الكاتب..فضيحة التسويق الممسوخ للذات

الثقافية - سعيد الدحية الزهراني

أعرف أن الاتجاه اليوم يأخذ مسار النشر الإلكتروني..

لكن جسد الصحافة الورقية لا يزال بكامل نضارته وفتنته وإغرائه.... ومن هنا أكتب لكم:

تقضي أعراف النشر وتقاليد التعاطي مع وسائل الإعلام.. بضرورة الالتزام؛ التزام الوسيلة بنقل صوت المتابع والتزام المتابع باحترام انفرادية الوسيلة.. هذه هي أطراف معادلة العملية الإعلامية من حيث ضابطية النشر ما بين الوسيلة والمتلقي عندما يتحول إلى مرسل.. وفيما لو حدث أي اختلال في هذين الطريقين فإن العملية برمتها ستتحول إلى (حراج خردة)..

من حق أي قارئ أن تتاح له المساحة الكاملة للنشر وللرد والتعليق وفق معايير النشر الثابتة.. وبالتوازي مع هذا الحق المعطى للمستقبل/المرسل.. من أي وسيلة إعلامية تخصيصها بالمحتوى المنشور فكرة ونصاً لا إتاحته لمختلف الوسائل الإعلامية المتنافسة.. يصدق هذا تماماً في مجال الكتابة الذاتي (مقالة، نص) في حين يخف هذا التحديد كلما اتجهنا إلى حقول النشر الإخباري وما يتعلق بالمحتوى الخبري..

يعنينا هنا ما يتعلق ب «اللي فرحانين بنفوسهم» عندما يكتبون نصاً يتيماً أو مقالة مهلهلة ثم يبعثون بها إلى كل وكالات الأنباء والعالمية ناهيك عن البوابات الإخبارية والمنتديات الإلكترونية والصحف المحلية.. ليتبع ذلك برسائل الجوال التي تبتدئ ب (اقرؤوني في صحيفة.........إلخ ومنتدى......... إلخ ووكالة أنباء.......... إلخ).. في مشهد يبعث على الرأفة بأصحاب هذا الحال المحزن.. بعد أن وصلت مشاريع تسويق الذات لديهم إلى هذه الدرجة المتدنية من الاستسهال والابتذال (الحالة صعبة)..

الغريب أنهم لا يعون خطورة ما يركضون خلفه ولأجله.. لأنهم بهذه الممارسات الممسوخة لا يسيئون إلى الوسائل الإعلامية التي يورطونها بإرسال ذات المادة - مقال أو نص -.. بل يسيئون إلى أنفسهم وتجاربهم..

يقيناً من حق أي متعاطي أو متابع للمشهد الإعلامي أن ينال مساحة النشر والظهور في أي وسيلة يختارها.. لكن وفق تقاليد النشر وأعرافه الثابتة التي لا تجيز للكاتب أو المرسل ازدواجية النشر في أكثر من وسيلة..

ومن هنا أرى ضرورة أن تتضامن منصات النشر ووسائل الإعلام المطبوع ولو بصورة ضمنية لتحجيم هذا الشكل غير المشرف ولحفظ قيمة العملية الإعلامية وأيضاً حماية لأسماء هؤلاء المساكين لكي لا تسيئ لتجاربها وقيمتها.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة